تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل: تصدي دفاعي ومعركة استراتيجية في الأفق
في تصعيد جديد للتوترات بين إيران وإسرائيل، شنّت الأخيرة هجوماً جوياً واسع النطاق استهدف مواقع عسكرية إيرانية، حيث شملت العملية غارات جوية شاركت فيها طائرات حربية وأخرى للتزود بالوقود. ومع اشتداد حدة الهجوم الذي استهدف محافظات طهران وخوزستان وإيلام، جاء رد الدفاع الجوي الإيراني بالإعلان عن نجاح التصدي للموجات الثلاث من الهجوم في فجر السبت.
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بأن الدفاع الجوي الإيراني أصدر بياناً مطمئناً للشعب الإيراني، مؤكداً نجاح المنظومة الدفاعية في التصدي للهجوم، رغم الأضرار المحدودة التي لحقت ببعض المواقع. ودعت السلطات المواطنين إلى التحلي بالهدوء والتزام التضامن، مشيرة إلى أن تفاصيل الحادثة ستُبث عبر مؤسسة الإعلام الوطني لتجنب المعلومات المغلوطة التي قد تتداولها وسائل إعلام معادية.
وفي سياق ذلك، ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية أن الهجوم، الذي طال مناطق عسكرية في طهران وخوزستان وإيلام، لم يسفر حتى الآن عن نتائج محددة بفضل الاستعدادات الدفاعية والإجراءات التي تم اتخاذها مسبقاً. وأفاد الحرس الثوري الإيراني باستعدادات واسعة في إطار “الكمائن الجوية”، حيث تعتمد إيران على منظومات دفاع جوي وطائرات مسيرة لصد الهجمات المحتملة، في حين يرى الخبراء أن فعالية هذه الاستراتيجية تبقى مسألة نسبية دون ضمان تام في منع الهجمات.
على الجانب الآخر، شهدت المنطقة توتراً متصاعداً في ضوء الاستعدادات الإسرائيلية للرد على هجوم إيراني سابق في مطلع أكتوبر، حيث أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه أهداف إسرائيلية. ورداً على هذه الهجمات، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أشار فيه إلى أن قواته تستهدف حالياً بدقة مواقع عسكرية إيرانية، مؤكداً أن الهجمات تأتي نتيجة التصعيد الإيراني المتواصل ضد إسرائيل خلال الأشهر الماضية.
وفي هذا الإطار، أوضح أحمد التايب، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أن إسرائيل تعتزم تقديم رد قوي وحاسم، معتبرة أن هذه الهجمات فرصة لتأكيد حضورها العسكري في المنطقة، خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة والدول الغربية. ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استغلال هذا الدعم الكبير لمواجهة المشروع النووي الإيراني، رغم التحفظات التي يبديها البيت الأبيض.
وأضاف التايب أن إسرائيل تسعى لاستهداف المشروع النووي الإيراني، إلا أن توقيت الهجمات يخضع لاعتبارات عديدة، منها الاستعدادات الإسرائيلية لأي رد إيراني محتمل. كما تسعى تل أبيب لإشغال إيران بالرد على هجماتها بهدف تحقيق مصالحها الاستراتيجية في جنوب لبنان وقطاع غزة، وذلك ضمن ما أطلق عليه “سياسة الخداع الاستراتيجي”، حيث تقوم بتكثيف وجودها في الضاحية الجنوبية للبنان وتسعى لفصل شمال قطاع غزة عن بقية القطاع، لتتيح لنتنياهو مساحة للمضي قدماً في خطط الضم وتوسيع النفوذ.