كتبت: شيماء طه
يُعد الملازم أول طيار محمود عزت أحد أبطال القوات الجوية المصرية الذين قدموا حياتهم دفاعًا عن وطنهم في حرب أكتوبر المجيدة.
وُلد عزت في سبتمبر 1947 بمدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية، حيث نشأ في بيئة عرفت بقيم الشجاعة والكرامة، والتي غرست فيه منذ صغره حب الوطن.
بداية الطريق
منذ سنواته الأولى، برزت مهارات محمود عزت الرياضية، وتحديدًا في كرة القدم. تألق كحارس مرمى لفريق نادي سرس الليان في أوائل الستينيات، ولاحقًا انتقل للعب في نادي منوف الرياضي ونادي الجمهورية بشبين الكوم. خلال هذه الفترة، حصل على العديد من الكؤوس والميداليات، ما جعله نجمًا رياضيًا معروفًا في مجتمعه، وحاز على لقب أفضل حارس مرمى في بطولات المدارس والجامعات.
تغيير المسار
رغم النجاح الباهر في مجال الرياضة، قرر محمود عزت أن يخدم بلاده بطريقة أخرى. انضم إلى القوات الجوية المصرية، ليصبح واحدًا من الأبطال الذين واجهوا أعتى التحديات في الدفاع عن مصر.
مع بداية حرب أكتوبر 1973، كان عزت في مقدمة المقاتلين الذين شاركوا في الضربة الجوية الأولى يوم 6 أكتوبر، والتي كانت أحد أهم عوامل النصر في الحرب.
الشهادة فداءً للوطن
ظل محمود عزت يؤدي واجبه الوطني طوال فترة الحرب ببسالة وشجاعة، وكان حاضرًا في كل المعارك الحاسمة.
وفي يوم 23 أكتوبر 1973، استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني في منطقة الثغرة، وقبل يوم واحد فقط من وقف إطلاق النار. كانت شهادته رمزًا لتضحيات أبناء مصر في سبيل استرداد الأرض وصون الكرامة.
تمثل حياة واستشهاد الملازم أول طيار محمود عزت نموذجًا للفداء والشجاعة التي لطالما تميز بها أبناء القوات المسلحة المصرية. لقد ضحى بحياته ليضمن مستقبلًا أفضل لوطنه، ولتبقى مصر حرة وآمنة.
سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأمة، كجزء من تاريخ طويل من الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لتراب الوطن.
ستظل ذكرى محمود عزت خالدة في قلوب المصريين، نموذجًا للشجاعة والتفاني، وجزءًا لا يتجزأ من تاريخ مصر العظيم الذي لا ينسى أبناءه الأوفياء الذين ضحوا بحياتهم من أجل مستقبل مشرق.