خطوة غير متوقعة.. خبراء يتحدثون عن تداعيات زيارة أبو مازن إلى غزة
أسماء صبحي
في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عزمه زيارة قطاع غزة، وسط تصاعد الصراع والحرب في المنطقة. وهذه الزيارة، التي قد تكون محفوفة بالمخاطر إذا تمت بموافقة جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحمل في طياتها رسالة سياسية قوية. البعض يعتبرها استعراضًا سياسيًا، بينما يرى آخرون أنها محاولة لإثبات عزم السلطة الفلسطينية على استعادة سيادتها على القطاع من حركة حماس. وإثبات دورها المحوري في أي تسوية سياسية مستقبلية تحدد مصير غزة. كما يمكن اعتبارها محاولة للدفاع عن حقوق السلطة في استعادة مقارها الحكومية والأمنية في غزة، حتى لو تطلب الأمر المخاطرة بحياة الرئيس عباس.
تداعيات زيارة أبو مازن إلى غزة
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الرئيس عباس أعلن في كلمة وصفها البعض بالعاطفية في البرلمان التركي عن نيته زيارة غزة. وأوضح أن الرئيس عباس سيطلب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن توفير الحماية اللازمة لهذه الزيارة، مشيرًا إلى أن دخول غزة يتم عبر معبرين: معبر رفح ومعبر إيريز، وكلاهما تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأضاف الرقب، أن هناك تقارير تفيد بأن عباس طلب من الإسرائيليين التنسيق لهذه الزيارة، ولكن من المحتمل أن ترفض إسرائيل هذا الطلب. خاصة في ظل موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعارض لمثل هذه التحركات. وأكد الرقب أن الزيارة قد تكون محاولة لاستغلال العواطف، ورغم أن حديث الرئيس عن معاناة الشعب الفلسطيني يُعتبر خطوة إيجابية، إلا أن الرقب يشكك في جدوى هذه الزيارة.
وأشار الرقب، إلى أن الأولوية بالنسبة للفلسطينيين هي وقف الحرب وتحقيق المصالحة الوطنية. ورغم الاجتماعات التي جرت في بكين والتي خرجت بتوصيات لم تنفذ بعد، فإن الرقب يعتقد أن مفتاح المصالحة يكمن في تشكيل حكومة وفاق وطني أو إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية بمشاركة جميع الفصائل.
رفض إسرائيلي لأي وجود فلسطيني في غزة
في المقابل، أكد الدكتور يسري عبيد أن إسرائيل لن تسمح للرئيس محمود عباس بالذهاب إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل ترفض أي وجود رسمي للسلطة الفلسطينية في القطاع. وأضاف عبيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بوضوح برفضه لأي وجود للسلطة الفلسطينية في غزة. مما يعكس جهود إسرائيل لتفادي أي بادرة لإقامة دولة فلسطينية في القطاع.
وأشار عبيد، إلى أن إسرائيل تفرض حصارًا على الرئيس الفلسطيني في رام الله، بينما يستمر التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. واختتم بأن أجهزة الأمن الفلسطينية تقوم بملاحقة عناصر المقاومة الفلسطينية من حماس والجهاد وكتائب القسام، مما يعكس تعقيد الوضع الحالي.