مدن جديدة.. أهم إنجازات ثورة 30 يونيو لتنمية وتعمير أرض الفيروز
أسماء صبحي
بعد ثورة 30 يونيو وتحقيق الأمن والاستقرار في أرض الفيروز، انطلقت مشاريع تنموية طموحة لتعمير وسط سيناء وسد الفراغ في الصحراء. ويعد مشروع التجمعات التنموية الجديدة في وسط سيناء واحداً من أبرز هذه المشاريع. إذ يسعى لتحويل المنطقة من صحراء قاحلة إلى أرض منتجة حيث يتم الجمع بين الإنسان والبناء والزراعة.
وهذا المشروع الهام جاء بعد استقرار مناطق سيناء بفضل ثورة 30 يونيو، والتي نجحت في تأمين المنطقة والقضاء على بؤر الإرهاب. وقد تم الانتهاء من تنفيذ جزء من هذه المشاريع وتسليمها للمستفيدين، كما يجري حالياً تسليم البقية.
إنشاء 17 تجمعاً تنموياً في أرض الفيروز
يتضمن المشروع إنشاء 17 تجمعاً تنموياً موزعة في المناطق الجبلية والوديان بشمال وجنوب سيناء. ففي شمال سيناء، تم إنشاء 10 تجمعات في مراكز الحسنة ونخل، مثل “النثيلة 1 والنثيلة 2 وطويل الحامض وصدر الحيطان والتمد” في نخل، و”الخفجة وخشم الجاد والدفيدف والنوافعة والكيلو 61 ببغداد” في الحسنة. وفي جنوب سيناء، تم توزيع 7 تجمعات بين مدينة رأس سدر وطور سيناء وسانت كاترين. وإجمالي تكلفة هذه المشاريع بلغت حوالي 4 مليارات و57 مليون جنيه.
تتميز هذه التجمعات بتكامل المرافق والأنشطة التنموية، فكل منها يشمل أراضٍ زراعية مجهزة بمساحة 5 أفدنة لكل مستفيد، بالإضافة إلى منازل وديوان ومسجد ومدرسة ومرافق خدمية متنوعة وأنشطة إنتاجية. والمساحة الإجمالية المخططة للزراعة في جميع التجمعات تبلغ 5705 أفدنة، مع توفر مياه الآبار العميقة للري. وقد تم بناء 1141 مسكناً مزودة بالمرافق والتجهيزات اللازمة.
رسالة الدولة
وهذه المشاريع التنموية تهدف إلى تحويل وسط سيناء من صحراء جرداء إلى أراض منتجة وفق رؤية متكاملة للتنمية الشاملة بالمنطقة.
وتحمل التجمعات السكنية الجديدة في محافظتي شمال وجنوب سيناء، رسالة الدولة في تعمير وتنمية هذه المنطقة. وتحول هذه التجمعات المنطقة من أرض صحراوية إلى مناطق إنتاجية وقابلة للعيش. كما قدمت الدولة البنية التحتية المتكاملة لهذه المناطق، مما جذب مواطنين من جميع أنحاء البلاد للقدوم إلى سيناء والاستفادة من الأراضي كمصدر للإنتاج والدخل.
ولضمان استدامة هذه المشروعات التنموية، تم تعيين مجلس اتحاد للشاغلين في كل تجمع. وتم تعيين موظفين للعمل في المدارس ومراكز الشباب والمرافق الخدمية المختلفة داخل هذه التجمعات.
ويحصل المستفيدون من هذه التجمعات على منازل بمساحة 200 متر مربع، بالإضافة إلى 5 أفدنة جاهزة للزراعة بنظام التقسيط. كما تتوفر في كل تجمع مرافق أساسية مثل الديوان والمدرسة والجامع والملعب الرياضي والمحلات التجارية. بالإضافة إلى البنية التحتية الداعمة كالآبار وخزانات المياه ومناطق الخدمات المختلفة.
وتعد هذه التجمعات التنموية مثالاً حقيقياً للتنمية المستدامة في سيناء، حيث أنها تخلق فرص عمل جديدة للشباب. وتساهم في تحويل المنطقة من صحراء إلى مناطق إنتاجية وقابلة للعيش.