قبائل بكر بن وائل: أسطورة الشجاعة والانتصارات في تاريخ العراق
قبائل بكر بن وائل تُعد من أقدم القبائل التي وردت العراق، حيث جاءت بعد قبائل إياد إلى الأنحاء القريبة من البلاد. بدأت رحلتها في البحرين وتوجهت مع القبائل التنوخية نحو العراق. حافظت هذه القبائل على كيانها ومكانتها حتى ظهور الإسلام وانتشاره في المنطقة. واحدة من أشهر معاركهم كانت وقعة “ذي قار” ضد العجم، بقيادة يزيد بن مسهر الشيباني وثعلبة بن سيار العجلي.
أبرز قبائل بكر بن وائل:
1. بنو شيبان:
– كان لهم الدور الريادي في وقعة ذي قار، حيث قطعوا أيدي أقبية سيوفهم وحاربوا بشجاعة. سبب المعركة كما رواه اليعقوبي: كسرى أرسل إلى هانئ بن مسعود، أميرهم، يطلب مال النعمان وسلاحه وبناته، ولكن هانئ رفض. فأرسل كسرى جيشًا، مما أدى إلى تجمع ربيعة ومواجهة العرب للعجم في معركة ذي قار، التي كانت أول انتصار للعرب على العجم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا اليوم: “هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا”.
2. المثنى بن حارثة الشيباني:
– هو من أبرز قادة هذه القبيلة، وله وقائع معروفة في حروب الفتح الإسلامي في العراق، خاصة في ناحية الحيرة. مدحه البعض قائلين:ما أن رأينا أميرًا بالعراق مضى
مثل المثنى الذي من آل شيبانا
إن المثنى الأمير القرم لا كذب
في الحرب أشجع من ليث بخفانا– من أبطال الجاهلية أيضاً مرة وجساس قاتل كليب، وطرفة بن العبد صاحب المعلقة. وفي العصور الإسلامية، ظهر منهم العديد من العلماء والأدباء البارزين مثل الفوطي المؤرخ.
3. بنو عجيل:
– لعبوا دوراً مهماً في الفتوحات الإسلامية. وكان رئيسهم سويد بن قطبة العجلي، الذي ناصر العرب المسلمين في حروبهم ضد الفرس، وشن غارات على فارس من ناحية الأبلة في خلافة أبي بكر.
4. اللهازم:
– شاركوا بفعالية في معركة ذي قار. ومن بكر بن وائل أيضاً بنو حنيفة الذين ظهر منهم مسيلمة الكذاب.
قبائل بكر بن وائل كانت نموذجاً للشجاعة والبسالة في تاريخ العرب، ومثلت قوة لا يُستهان بها في مختلف العصور.