تاريخ ومزارات

مظفر النواب: شاعر العراق الذي تحدى الزمان والمكان

مظفر النواب، الشاعر العراقي البارز، نشأ في كنف أسرة بغدادية ذات جذور أرستقراطية، حيث كانت الفنون والأدب جزءًا لا يتجزأ من حياتهم. منذ صغره، برزت موهبته الشعرية، حيث لاحظ معلمه في المدرسة الابتدائية قدرته الفريدة على نظم الشعر. ومع تقدمه في السن، بدأ يشارك إبداعاته الشعرية في المجلات الجدارية المدرسية، مما أكسبه شهرة بين أقرانه.

من هو مظفر النواب

مع ذلك، تعرضت عائلته لأزمة مالية أدت إلى فقدان ثروتهم، مما أثر على مسار حياته. واصل مظفر تعليمه وتخرج من كلية الآداب في بغداد، وبعد تغيير النظام الملكي في العراق، تم تعيينه في منصب حكومي بوزارة التربية.

لكن الأوضاع السياسية المتقلبة في العراق أجبرته على الفرار في عام 1963، حيث وجد نفسه محاصرًا بين الصراعات القومية والشيوعية. خلال محاولته للهروب إلى روسيا، تم القبض عليه وتسليمه إلى السلطات العراقية، التي حكمت عليه بالإعدام، لكن تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد بفضل جهود عائلته.

في سجن نقرة السلمان الصحراوي، قضى مظفر فترة من الزمن قبل أن يتم نقله إلى سجن الحلة. هناك، نفذ هو ومجموعة من السجناء خطة هروب مذهلة عبر نفق حفروه سرًا، مما أدى إلى فراره الناجح. بعد الهروب، اختبأ في بغداد وعاش متنقلاً بين الأهوار والفلاحين لمدة عام.

عندما صدر عفو عام عن المعارضين في عام 1969، عاد مظفر إلى مهنة التعليم. لاحقًا، غادر العراق متجهًا إلى بيروت ثم دمشق، حيث استقر وواصل مسيرته الشعرية، معبرًا عن مواقفه السياسية ومشاعره الوطنية من خلال قصائده.

في السنوات الأخيرة، انخرط مظفر في دراسة الباراسيكولوجيا مع عالم أجنبي، وهو الآن يواجه معركة شرسة مع مرض خطير، لكن إرثه الشعري يظل خالدًا، متحديًا حدود الزمان والمكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى