فخر الدين: الأمير الذي نسج تاريخ صيدا بين أروقة الخانات العتيقة
في قلب مدينة صيدا العريقة، تنتصب ستة خانات تاريخية، من بينها خان الرز والقشلة العتيقة، خان المطرانية، خان الشاكرية، والخان الفرنسي. يعرف الخان في الثقافة العربية بأنه مكان إقامة للتجار والمسافرين، ويعتبر خان فخر الدين الأكبر والأبرز بين هذه الخانات. تأسس هذا الخان الضخم بأمر من الأمير فخر الدين الثاني في القرن السابع عشر الميلادي، حوالي عام 1620م، بعد عودته من المنفى في إيطاليا.
تاريخ مدينة صيدا
يتميز خان فخر الدين بتصميمه المعماري الإسلامي الفريد، حيث يشغل مساحة مربعة بطول جانب يبلغ مئة وخمسون قدماً. يدخلك بابه الرئيسي العملاق، المُشيد بأحجار ضخمة، إلى عالم من الفن المعماري الإسلامي، بينما يطل الباب الجنوبي على ساحة باب السراي وقصور آل معن. في وسط الخان، يقبع حوض ماء رخامي أنيق، محاط بأشجار طويلة وموز كبير، وتحيط به أروقة مغطاة تفتح على غرف متعددة. يعد هذا البناء شاهداً على الطراز الشرقي التوسكاني ويظهر الازدهار العمراني الذي شهدته صيدا في عهد الأمير فخر الدين.
ينقسم الخان إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:
- الخان الكبير: يتكون من بناء أرضي مستطيل يضم ممرات تحت القناطر، ويشمل معارض للتجار، إسطبلات، وحمامات، بينما يحتوي الطابق العلوي على غرف نوم للتجار والبحارة.
- البيت القنصلي: يُمكن الوصول إليه عبر درج حجري من سوق البازركان، يقود مباشرةً إلى الطابق الأول، ومنه إلى الطابق الأرضي عبر ممر مقبب. يتألف من غرف متنوعة وكان مخصصاً لممثل الملك الفرنسي.
- الخان الصغير: يقع جنوب غرب الخان الكبير ومتصل مباشرة بالبيت القنصلي، وبجواره تقع كنيسة “تراسنتا” أو الأرض المقدسة، التي تُركت مهملة اليوم.