خنجر الحشاشين: حكاية الموت المُرسل
حركة الحشاشين، هذه الجماعة السرية ذات التاريخ الغني بالأحداث الدموية والمؤامرات السياسية، شكّلت نقطة تحول في تاريخ الشرق الإسلامي خلال القرون الوسطى. ترتبط أساطيرها وأعمالها بشكل لا ينفصم بالجرائم والاغتيالات التي أطلقها أتباعها في سبيل تحقيق أهدافها السياسية والدينية.
وكانت لتلك الطائفة استراتيجية عسكرية تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها ما يسموهم لـ”فدائيون”، حيث كان هؤلاء الفدائيون يلقون الرعب في قلوب المعادين لهم، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات العادية حتى يدخلوا الرعب في قلوب المارة وشخصيات مهمة من الحكام والأمراء
ومن بين أشهر الاغتيالات التي نفذتها حركة الحشاشين
1. اغتيال الوزير نظام الملك
تاريخ 10 رمضان 485 هـ، يُعتبر من أبرز الأحداث الدموية التي نفذتها حركة الحشاشين، حيث قُتل نظام الملك، وهو أحد أبرز وزراء السلاجقة، في مدينة أصفهان. تمت عملية الاغتيال على يد أحد أعضاء الحركة المعروف بـ”أبي طاهر الأراني”، الذي استدرج الوزير ثم طعنه بسكينه حتى الموت.
2. اغتيال الخليفة العباسي المسترشد
في مدينة مراغة شمال غرب بلاد فارس، وفي يوم الأحد الموافق 17 ذو القعدة سنة 529 هـ، تم اغتيال الخليفة العباسي المسترشد أثناء قراءته القرآن بعد صلاة الظهر. قتل بسكين من قبل أتباع حركة الحشاشين الذين تظاهروا بالطاعة له ثم هاجموه بلا رحمة.
3. اغتيال ملك بيت المقدس كونراد
في عيد تتويجه ليصبح ملكًا على القدس، تم قتل ملك بيت المقدس كونراد دي مونفيرا على يد حشاشين تنكروا في زي رهبان. دخلوا إلى خيمته وقتلوه بالسكاكين في لحظات مشوقة ومؤلمة.
هذه الاغتيالات تُظهر الجانب المظلم والمؤلم من تاريخ حركة الحشاشين، التي تركت بصمة دامية في تاريخ الشرق الإسلامي وأوروبا خلال العصور الوسطى.
ووصفت حركة الحشاشين، بأنها أخطر حركة سرية شهدها العالم الإسلامى، نظرًا لما كان لها من تأثير واسع النطاق فى المجتمع الإسلامى إبان فترة بالغة التعقيد، كان يسيطر عليها الصراع بين مختلف الفرق العقائدية والسياسية، بل بين مختلف دول العالم الكبرى آنذاك.