قبيلة الأشراف في أسيوط: إرث النسب النبوي ودورهم في الحياة الدينية والاجتماعية

أسماء صبحي – تعد قبيلة الأشراف في أسيوط من أعرق القبائل العربية التي استقرت في صعيد مصر. وتمتاز بأصولها العريقة التي تعود إلى آل البيت، أي النسب الشريف لآل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد لعب أبناء هذه القبيلة دورًا مهمًا في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في صعيد مصر منذ قرون. خاصة في القرى والمراكز الريفية التي يحظى فيها النسب العربي بمكانة كبيرة.
من هم الأشراف؟
“الأشراف” هو لقب يطلق على من ينتسبون إلى نسل النبي محمد ﷺ، من خلال الحسن أو الحسين أبناء الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول. وقد تفرعت من هذا النسب العديد من البيوت والعائلات التي انتشرت في العالم الإسلامي. ومنها من استقر في مصر منذ العصور الفاطمية وحتى العثمانية.
في أسيوط، وجدت عشائر من الأشراف في عدة مراكز منها منفلوط، أبنوب، الغنايم، والبداري. وتشكل هذه العشائر طيفًا واسعًا من الأسر التي كان لها دور محوري في نشر العلم الديني، والتصوف، وإصلاح ذات البين.
أصول قبيلة الأشراف في أسيوط
يعود الوجود المكثف للأشراف في صعيد مصر إلى الهجرات التي وقعت في العصر الفاطمي ثم الأيوبي. حيث لجأ بعضهم إلى الجنوب هربًا من الصراعات السياسية أو طلبًا للهدوء والاعتزال. ووفقًا لما ذكره الدكتور محمد عبد العاطي خليفة، الباحث في التاريخ الإسلامي بجامعة أسيوط: “انتقل الكثير من الأشراف إلى أسيوط من الحجاز واليمن والمغرب العربي، خاصة من ذرية الحسين بن علي. واستقروا في القرى التي احترمت فيهم النسب الشريف وولاهم الناس مناصب دينية واجتماعية مرموقة”.
أبرز العائلات الشريفة في أسيوط
تتنوع فروع قبيلة الأشراف في أسيوط، ومن أبرزها:
- آل الكاشف في مركز الغنايم، وتعد من العائلات التي اشتهرت بالعلم الديني والتدريس في الأزهر.
- آل زين العابدين في مركز منفلوط. وهي عائلة ترجع في نسبها للإمام علي زين العابدين بن الحسين.
- عائلة آل النقيب في مركز أبنوب وكان منهم نقباء الأشراف المحليين الذين يسجلون الأنساب ويشرفون على الشؤون الدينية.
- آل خليل الأشراف في قرى البدارى، وتعد من العائلات التي ساهمت في العمل الخيري وإقامة الزوايا الصوفية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العائلات كانت تحظى بثقة الناس. ويرجع إليهم في النزاعات، كما أنهم أسهموا في بناء المساجد والمدارس القرآنية.
دورهم في نشر العلم والتصوف
كانت الأشراف ولا تزال مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعلم الديني والتصوف. فغالبية أبناء هذه القبيلة في أسيوط التحقوا بالتعليم الديني، وتخرج كثير منهم في الأزهر الشريف. ثم عادوا إلى قراهم لنشر التعليم الشرعي وخدمة الناس.
كما لعبت الطريقة الرفاعية والشاذلية والبرصاوية دورًا كبيرًا في صعيد مصر. وكان من مشايخ هذه الطرق عدد كبير من أبناء الأشراف الذين كانوا يديرون الزوايا الصوفية. ويقيمون حلقات الذكر، وينظمون الموالد التي ما تزال تقام حتى اليوم في عدد من قرى أسيوط.
وقال للباحث في التصوف الدكتور أحمد أبو المجد من جامعة الأزهر، إن علاقة قبيلة الأشراف بالصوفية في أسيوط علاقة جوهرية. إذ أن كثيرًا من أولياء الله الصالحين الذين يزارون في موالد مشهورة هم من نسب الأشراف. وقد ورثوا علمًا وسلوكًا روحانيًا حافظ على جوهر الإسلام في الصعيد.



