المزيد

لماذا أحرق نابليون أبراج الحمام؟.. حكاية “البارود” قرية هزمت الأسطول الفرنسي في قنا

أميرة جادو

تمر في هذه الأيام ذكرى معركة البارود الشاهدة على حرق الغزو الفرنسي، العديد من أبراج الحمام خلال حملته على محافظة قنا، حيث يقول الجبرتي في تاريخه، أن القائد الفرنسي فريان تقدم بقواته بعد أن قام ثوار قنا ومعهم عرب الحجاز بالعبور من مكة حتى أبو مناع في الجبل، حيث قام الفرنسيون بإحراق القرية كاملة، والتي كانت تتكون من مجموعة من أعشاش المصنعة من البوص، وقد خرج الأهالي لمحاربة الفرنسيين وفي أيديهم الأحجار والعصي، فلم يكن يملك الأهالي سوى بندقية وحيدة.

حرقت النيران كافة أبراج الحمام في القرية، فيما هرب العرب الحجازيون إلى قري أبنود وقري قفط للاستمرار في حربهم ضد الفرنسيين، لتقع موقعة البارود التي يحتفل بها أهل قنا في يوم ٣ مارس من كل عام.

سبب حرق نابليون لأبراج الحمام في نقادة

والجدير بالإشارة أن أبراج الحمام كانت ذات أهمية كبيرة في جميع قرى صعيد مصر خلال الحملة الفرنسية، حيث كانت تنتج المادة الخام الوحيدة التي استخرج منها السماد العضوي للأراضي الزراعية، والمتمثلة في “زبل الحمام”؛ ووفقًا لما ذكرته كتب التاريخ فأن الفرنسيين قاموا بإحراق الكثير منها، وقام الأهالي فيما بعد ببناء الأبراج لتتحول مع مرور الزمن لقيمة تاريخية؛ لما تملكه من طراز معماري فريد مثل برج حمام نقادة، كما تتواجد أقدم الأبراج في مراكز نقادة والمحروسة والوقف، حيث يبلغ عمرها مئات الأعوام.

وفي هذا الإطار، كشفت شروق السيد، الباحثة في التاريخ المصري القديم، إن الفرنسيين لم يكتفوا بإحراق قرية أبو مناع فقط، بل قاموا بإحراق القرى المجاورة للقرية، وكافة أبراج الحمام، وقاموا بقتل المئات من أهالي القرية، والمئات من جيش العرب الحجازيين الذين قدموا من مكة المكرمة عبر القصير للدفاع عن مدن الصعيد،  مؤكدة أن الجبرتي استرسل في تكوين الجيش الحجازي، حيث ضج الحرم المكي بالبكاء بعد سقوط مصر في يد نابليون بونابرت؛ ليقرر الشيخ الجيلاني المغربي تكوين جيش يضم أشراف الحجاز، وسودانيين، ومغاربة، ويمنيين لقتال الحملة الفرنسية في الصعيد.

إغراق سفينة نابليون وهزيمة الأسطول الفرنسي في قنا

وأوضحت “السيد”، أنه بعد إحراق قرية أبو مناع تمت المواجهة بين الثوار والفرنسيين لتنتهي الأحداث بإغراق سفينة إيطاليا في قري قفط في 3 مارس عام 1799م. لتتخذه محافظة قنا عيدًا قوميًا لها كل عام، حيث تم إطلاق مسمى قرية البارود على القرية. بسبب تفجير سفينة نابليون بونابرت التي كان يطلق عليها اسم “إيطاليا” مضيفة أن موقعة أبو مناع كانت البداية الحقيقية لانتصار الثوار والمقاومة الشعبية في قرية البارود.

كما أكدت “السيد”، إن برج حمام نقادة يظل من أقدم الأبراج في قنا والصعيد عامة، حيث يحتفظ بطرزه المعمارية القريبة من طراز الحضارة العربية الإسلامية، لافتة إلى أن مخلفات الحمام هي أول مادة لسماد الأرض الزراعية قبل شيوع الأسمدة الكيماوية.

صناعة أبراج الحمام في نقادة

وبدورها، أشارت مسرة نبيل، باحثة في الحضارة المصرية القديمة، إلى أن صناعة الأبراج صناعة ذكورية يمتهنها الرجال. وهى تختص بالحمام الجبلي أي الحمام الذي لا يؤكل إلا نادرًا. وتكون فائدته في المخلفات التي يستفاد منها في تسميد الأرض الزراعية، وهو يختلف عن الحمام الذي يربي في المنازل.

وعن هندسة بناء أبراج الحمام وتاريخها القديم، قالت “نبيل”: “إن المواد الخام المصنوعة منها الأبراج هي الطوب اللين وعروق الخشب، بجانب قواديس الفخار، ورغم أن مهندس الأبراج باستطاعته الاستغناء عن القواديس وصنع أماكن الحمام بالطوب، إلا أن المهندس القديم دائمًا يختار القواديس، لأن القواديس أسهل في النظافة التي تجعل أخذ الفضلات ممكنا بلا أي مشقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى