سليمان الجوسقي.. الشيخ الذي ألقاه نابليون من فوق أسوار القلعة
أسماء صبحي
ولد الفتى “سليمان الجوسقى” في القرن الثامن عشر في قرية “جَوْسَق” التابعة لمركز بلبيس في محافظة الشرقية. نشأ محرومًا من نعمة البصر، والتحق بكتّاب القرية وحفظ بعضا من القرآن الكريم. ثم انتقل إلى الجامع الأزهرولم تقف الإعاقة حائلاً أمام طموح الفتى، فتفوق فى دراسته.
كان الجوسقي أثناء دراسته بالأزهر محبوبًا من العامة والعميان فاختاروه شيخًا لطائفة العميان. ومشرفًا عامًا على أوقافهم وتجارتهم، فنجح الرجل بمحبة العميان في أن يجمع ثروة كبيرة لا بأس بها.
يقول الجبرتي عن تعامل الجوسقي مع العميان: “وسار فيهم بشهامة وصرامة وجبروت وجمع بجاههم أموالًا عظيمة وعقارات”.
جيش العميان
وعدما اندلعت ثورة القاهرة الأولى ضد العسكر الفرنسيين في أكتوبر عام 1798 . واشتدت ضربات مدافع الفرنساوية. لجأ له العامة فطالبهم بالصمود وقال مقولته المشهورة: ” إنكم بشر مثلكم مثلهم ، فاخرجوا إليهم فإما أن تبيدوهم أو يبيدوكم” .
كون الجوسقى جيشا من العميان لمواجهة جيش الغزو الفرنسي. كانت مهمته إيصال تعليماته وأوامره إلى الوجهاء والمشايخ وزعماء المدن والقرى. كما كلف بعضهم باغتيال الجنود الفرنسيين رغم فقدانهم للبصر، من خلال التصدي للسكارى منهم لحظة خروجهم من الحانات بعد منتصف الليل. وتمكن جيش العميان من قتل عدد كبير من الجنود.
أخرج الجوسقي ما لديه من مال واشترى السلاح ووزعه على الناس. وكان يشق القاهرة بحماره ليتفقد المتاريس والحصون ويتفقد احتياج المجاهدين للسلاح. ويأمر بارسال السلاح والمؤن إلى الأماكن المحتاجة .
قتل سليمان الجوسقي
ثار “نابليون” على الأمر، وأمر بإلقاء القبض على الجوسقى محاولًا استمالته مقدماً له العديد من العروض التي رفضها وقابلها بالاستهزاء. إلى أن قدم له العرض الأكبر، وهو أن يجعله سلطاناً على مصر.
أظهر الشيخ قبولا للعرض، ومد نابليون يده إليه متنفسا الصعداء وكذلك مد الشيخ يده اليمنى مصافحا إياه. فكانت المفاجأة أن رفع يده اليسري، ليصفع نابليون بونابرت صفعة قوية على وجهه قائلا له: “معذرة يا بونابرت هذه ليست يدي .. هذه يد الشعب”، فاشتاط نابليون غضبًا وأمر بالقاء الجوسقي فوق القلعة، ثم رمى الجثة بنهر النيل.