وقف الزوجات الغاضبات.. أبرز آثار الرحمة في المجتمع الإسلامي
أسماء صبحي
وقف الزوجات الغاضبات، هو وقف يؤسَّس من رَيعه بيت، ويعد فيه الطعام والشراب، وما يحتاج إليه الساكنون. تذهب إليه الزوجة التي يقع بينها وبين زوجها نفور، وتظل آكلة شاربة إلى أن يذهب ما بينها وبين زوجها من جفاء، وتصفو النفوس، فتعود إلى بيت الزوجية من جديد.
أغرب أنواع الوقف
تقول علياء داود، الخبيرة في التراث، إن الأوقاف بدأت منذ أيام سعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد (رضي الله عنهم جميعاً). وتتابعت الأوقاف من قبل الصحابة والصحابيات ومن ثم التابعين. فقد توسعت الأوقاف في عهد الخلافة الأموية، ثم استمر نموها في عهد الخلافة العباسية. وكذلك زمن الزنكيين والأيوبيين حتى الخلافة العثمانية.
وأضافت داود، أنه من أغرب أنواع الوقف، وقف الأواني المكسورة، وهو وقف تشتري منه صحاف الخزف الصيني. فكل خادم كسرت آنيته، وتعرّض لغضب مخدومه، له أن يذهب إلى إدارة الوقف فيترك الإناء المكسور، ويأخذ إناء صحيحًا بدلاً منه. وبهذا ينجو من غضب مخدومه عليه.
وتابعت، إنه من بين أنواع الوقف أيضا وقف الكلاب الضالة، وهو وقف في عدة جهات ينفق من ريعه على إطعام الكلاب التي ليس لها صاحب استنقاذاً لها من عذاب الجوع، حتى تستريح بالموت أو الاقتناء. وهناك وقف الأعراس، وهو وقف لإعارة الحلي والزينة في الأعراس والأفراح. يستعير الفقراء منه ما يلزمهم في أفراحهم وأعراسهم، ثم يعيدون ما استعاروه إلى مكانه. وبهذا يتيسر للفقير أن يبرز يوم عرسه بحلة لائقة ولعروسه أن تجلى في حلة رائقة. وحتى يكتمل الشعور بالفرح، وتنجبر الخواطر المكسورة.
وقف مؤنس المرضى والغرباء
وأشار الخبير في التراث إلى وقف ينفق منه على عدة مؤذنين، من كل رخيم الصوت حسن الأداء. فيرتلون القصائد الدينية طول الليل، بحيث يرتل كل منهم ساعة، حتى مطلع الفجر. سعياً وراء التخفيف عن المريض الذي ليس له من يخفف عنه، وإيناس الغريب الذي ليس له من يؤنسه.
وهكذا سلك الواقفون كل مسالك الخير، فلم يدعوا جانباً من جوانب الحياة دون أن يكون للخير نصيب فيه.