حوارات و تقارير

الغاز المصري يتألق: حقل نرجس يفتح آفاق جديدة للطاقة في البحر المتوسط

تسعى وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية إلى تعزيز إنتاج البلاد من الموارد البترولية، مستهدفةً زيادة الإنتاج عبر توسيع نطاق البحث والاستكشاف وتعدد الآبار الاستكشافية.

تفاصيل حقل نرجس

تعتزم شركة شيفرون الأمريكية البدء في حفر أول بئر استخراج للغاز الطبيعي بحقل نرجس 2، الواقع في المياه العميقة بالبحر المتوسط، خلال الربع الأخير من العام الجاري، وفقاً لما أفاد به مسؤول لـ “الشرق بلومبرج”.

في بداية عام 2023، أعلنت شيفرون عن اكتشاف حقل نرجس الذي يمتد على مساحة 1800 كيلومتر مربع شرق البحر الأبيض المتوسط بمصر، وتُقدر الاحتياطيات القابلة للاستخراج بحوالي 2.5 تريليون قدم مكعبة، حسب تقديرات مصادر مستقلة.

من المقرر أن تبدأ شيفرون إنتاج الغاز من حقل نرجس 1 في النصف الأول من عام 2025، بمعدل 600 مليون قدم مكعبة في المرحلة الأولى، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات الحفر في حقل نرجس 2 بنهاية العام الجاري، بهدف تحسين احتياطيات الحقل، بتمويل يقدر بـ 60 مليون دولار.

تمتلك شركتا “شيفرون” و”آي إي أو سي برودكشن”، الفرعية لشركة إيني الإيطالية، حصة 45% لكل منهما في الامتياز، بينما تحوز شركة “ثروة للبترول المصرية” على حصة 10%.

يُعد حقل نرجس، الذي يأتي ضمن أكبر حقول الغاز المكتشفة في مصر بعد حقل ظهر، جزءاً من جهود البلاد لتعزيز احتياطياتها وإنتاجها من الغاز، وذلك في ظل الطلب المتزايد على الغاز في الأسواق المحلية والعالمية.

يُعتبر تطوير حقل نرجس محفزاً اقتصادياً هاماً لمصر، حيث أشار وزير البترول طارق الملا إلى أن متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بلغ 5.3 مليار قدم مكعبة يومياً خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بـ 5.8 مليار قدم مكعبة يومياً خلال عام 2023.

تعزيز القدرة الإنتاجية للبلاد

أكد الملا أن حجم الإنتاج لهذا العام يعتمد على مدى توسع البحث والاستكشاف والتنقيب الجديد، مع التركيز على أعمال الحفر والتنقيب في البحر المتوسط، والتي من المتوقع أن تسهم في تعزيز القدرة الإنتاجية للبلاد.

من جانبه، صرح المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول السابق، بأن مصر لديها تاريخ طويل في اكتشاف حقول الغاز الطبيعي، وأن الاكتشافات الجديدة تُعد دفعة اقتصادية مهمة للدولة، خصوصاً مع الإعلانات المتكررة عن اكتشافات جديدة من قبل الشركات الأجنبية العاملة في مصر.

أضاف يوسف أن القيمة الحقيقية لهذه الاكتشافات لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تتمثل أيضاً في استمرارية نجاح القطاع في تحقيق أهدافه التوسعية، وزيادة الاحتياطيات والإنتاج، وتعويض النقص الناتج عن توقف الإنتاج في بعض الحقول.

وأكد على أهمية استمرار الاكتشافات وتوسع إنتاج الغاز الطبيعي لتلبية الحاجة المتزايدة لمصر من مختلف أنواع الغاز ومصادر الطاقة الأخرى، مشيراً إلى أن السياسات التي يتبعها قطاع البترول في الاتفاقيات مع الشركاء الأجانب تُعد مثالية وتضمن حماية المصالح المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى