كل ما تريد معرفته عن عائلة “أرطغرل”.. أول من أسس الدولة العثمانية
أسماء صبحي
أرطغرل هو ابن سليمان شاه القايوي قائد وزعيم قبيلة قايي من أتراك الأوغوز، من قايا ألب. وهو جد عثمان مؤسس الدولة العثمانية، ولد في أواخر القرن 12 الميلادي. وهو من قرر الانتقال برفقة عائلته وعشيرته إلى آسيا الوسطى بعد الغزو على قريتهم بقيادة جنكيز خان.
والدة أرطغرل هي هايماه خاتون وتعرف أيضًا باسم (الأم هايماه). وهي الزوجة الثانية لزعيم قبيلة القاي الأوغوز سليمان شاه، ووالدة أرطغرل الغازي. وهي جدة عثمان الأول المؤسس للإمبراطوريّة العثمانيّة. كانت الأم هايماه من أصل تركي وكانت تنتمي إلى عائلة تركمانية وتعود أصولها إلى قبيلة الدودورغا.
كانت (الأم هايماه) ذات شخصيّة قوية، وقد كانت الوصية على عرش القاي لعدة سنوات بعد وفاة سليمان شاه. وقد قامت بإثبات قوتها وحنكتها، عرفت بقراراتها الحكيمة، وقد كانت امرأة ذات هيبة وبألف رجل. وقد عانت وضحّت بالكثير في سبيل الدعوة الإسلاميّة.
نبذة عن أرطغرل
أرطغرل بن سليمان الشاه القايوي التركماني، سمّاه والده أرطغرل، ومعناه: الشجاع والبطل. وقيل أيضاً أنّ معناه الجندي العقاب أو الطير الجارح، ولِد في أواخر القرن 12 وبداية القرن 13. ويرجّح أنه ولِد في عام 1191م، أصله مسلم وهو من أهل السّنة والجماعة.
كان أميراً في الدولة السلجوقية ولقّب بالأمير الغازي، وذلك لكثرة غزواته التي قام بها ضد البيزنطيين. فهو يعدّ من أهم القادة الذين أثروا في الفتوحات الإسلامية ونشر الدعوة إلى الله. ويعدّ أيضاً من أقوى وأعظم الشخصيات التي نُسبت لبني عثمان.
اتّصف أرطغرل بالذكاء والدّهاء والشجاعة وقدرته على اتخاذ القرار. فهو أول من أسس الدولة العثمانية فقد قام بتمهيد السّبل بالفتوحات لولده عثمان الذي أكمل طريقه من بعده وقام بتأسيس الدولة العثمانية. توفي أرطغرل وقد تجاوز من العمر 90 عاماً، وأخذ أبناؤه الراية من بعده.
نسب أرطغرل وعشيرته
يرجع نسب أرطغرل إلى عشيرة قايي والتي ترجِع في أصولها إلى سلالة الخاقانية. وهي من قبيلة تركمانية تدعى العثمانيين، وهي القبيلة الأولى لقبائل الأوغوز. كانت مهمتهم رعي الغنم، وكانوا ينتمون في ديانتهم إلى المذهب السني ويتبعون المذهب الحنفي.
تعرّضت البلدة وهذه القبيلة إلى غزو المغول على يد القائد (جنكيز خان)، الذي احتل بدوره العراق وبعض البلاد من شمال آسيا. فنزحت عائلة أرطغرل مع والده سليمان شاه إلى الأناضول (آسيا الصغرى جغرافياً) والذي توفّي والده فيها. فاستمرّ أرطغرل بالنزوح مع 100 عائلة و400 فارس حتى وصل للشمال الغربي للأناضول.
كانوا يتنقلون كثيراً لقلة عددهم خوفاً من الأعداء، وليتزوّدوا بالطعام والشراب الكافي. ومع استمرار الزحف بقيادته كان أرطغرل قد قام بوضع مجموعة من الخطط والقواعد التي مهد بها لقدوم الدولة العثمانية. والتي كان الأساس في تأسيسها قبل أن يمرر الراية لولده عثمان ليتم ما بدأه والده أرطغرل.
عائلة أرطغرل
أخاه غوندوغدو
هو الابن الأكبر لسليمان قاه، ورئيس قبيلة قايي من بعد والده والأخ الغير الشقيق لأرطغرل. كان فارس قوي شجاع متمسك بالشعائر الإسلامية، خاض مجموعة من المعارك ضد أعداء الإسلام. إلى جانب أبيه وإخوته غير الأشقاء، ولكن بالرغم من صفاته القوية والشجاعة إلا أنه اختار التوجه إلى منطقة أخلاط. مبتعدًا بذلك عن الحروب والجهاد في سبيل الله.
أخاه سونغور
سونغور تكين بن سليمان شاه، كلفه السلطان علاء الدين قيقباد بمهمة الدخولة في جيش المغول ليكون جاسوسًا تابعا للدولة السلجوقية لسنوات عديدة. وعندما عاد إلى قبيلته التي تركها وهو شاب ليجد أن والده سليمان شاه قد مات.
اختلف مع إخوته في المكان الذي سينقلون إليه القبيلة، فانقسمت قبيلة قايي إلى قسمين. فانقسم سونغور تكين وأخوه غوندوغدو إلى مكان يقال له أخلاط، بينما ذهب أرطغرل وأخوه دوندار وتوجها إلى الحدود البيزنطية.
أخاه دوندار
هو الأخ الأصغر لأرطغرل، وقد انتقل معه إلى الحدود البيزنطية، ولازمه طوال تلك الفترة. لكن وبعد وفاة أرطغرل بدأ الصراع بين عثمان وعمه ديندار على العرش. حيث اعتبر بعض سادة قبيلة الكايي أن دوندار هو من لديه الحق بالإمارة وليس عثمان. بينما دعم المحاربون عثمان في المعركة التي قامت بينهما.
لكن ما حصل فيما بعد أنه عندما قرر عثمان الأول مهاجمة جزيرة يونانية صغيرة، تمرد عمه عليه ظنا منه أنه سيكون سببا في تدمير القبيلة. فكان هذا هو السبب الذي أخرج من أجله عثمان سيفه وقتل دوندار بسبب تمرده.
زوجته حليمة خاتون
ترعرت في مدينة الأناضول التركية، كانت سلطانة قبل أن تصبح زوجةً لأعظم قائد وأماً لمؤسس الدولة العثمانية. سليلة سلاطين الدولة السلجوقية، وكانت سيدة القبيلة.
كانت حليمة من الأمهات اللواتي كان لهنّ الأثر في القرارات والحكم، وكانت أيضاً خلف ولدها عثمان في انطلاقته نحو تأسيس الدولة العثمانية. وكان لها الكلمة الفصل في كثيرٍ من الأمور، توفيت ودفنت في حديقة قبر زوجها أرطغرل الذي بناها له ابنها عثمان.
ابنه غوندوز الأكبر أو كندز
هو أكبر أبناء أرطغرل الغازي، ويعد أحد أفضل المحاربين لقبيلة قايي كونه أكبر إخوته. ولأنه تعلم من أبيه كل شيء عن القتال والعلم، وهذا ما كان يميزه عن إخوته. وشارك في العديد من المعارك ضد البيزنطيين والمغول مع أبيه أرطغرل وأخيه عثمان بدون أي تردد.
ابنه صافجي أو صاووجي
هو الابن الثاني لأرطغرل، كان سافجي لا يتردد أبدا بخوض المعارك ضد البيزنطيين والمغول مع أخيه عثمان. وكان يتنافس مع عثمان للاستيلاء على منصب أبيهم أرطغرل، الذي كان يرغب بأن يرث عثمان الحكم من بعده نظراً لذكائه وحنكته بين إخوته. واستمر بينهما صراع طويل، تعاون من خلاله مع عمه دوندار الذي كان يريد حكم القبيلة أيضاً ولكن لم يستطيع أيّ منهما أن يأخذ حكم القبيلة منه بعد أبيه.
ابنه عثمان الأول
هو أصغر أولاد القائد أرطغرل، عهد أرطغرل إلى الشيخ (أدي بالي) لتربية ابنه عثمان، فكفل تربيته وتنشئته وتعليمه طيلة حياته. اتصف بالشجاعة والحكمة وكان صبوراً لم يستعجل النصر، كان مؤمناً ترى صفات ومظاهر الإيمان في شخصيته والتي انعكست على حكمه فقد كان عادلاً وفيًا.
أسس الدولة العثمانية بعد سقوط الدولة السلجوقية، فأكمل طريق والده الذي مهّده له ليؤسس الدولة العثمانية. واتخذ من مدينة سكود عاصمة للدولة العثمانية وكان مقر الحكم في ذلك الوقت في تركيا. اشتهر بحروبه مع الصليبين وسكّت أول عملة عثمانية في عهده عام 1299م.