المزيد

كيف نجا العالم من حربا نووية بجنوب آسيا؟

دعاء رحيل
 
 
أفاد موقع ناشونال إنترست (The National Interest) الأميركي من خلال تقريرا عن حادثة إطلاق الهند، بطريق الخطأ، صاروخ كروز قبل شهرين تقريبا، قائلا إن ذلك قدّم تذكيرا آخر عن كيف يمكن أن تندلع حرب نووية عن طريق الخطأ، وتحدث عن هشاشة الردع النووي.
 
وأعاد التقرير إلى الأذهان أنه وفي يوم 9 مارس الماضي، أطلقت الهند، بطريق الخطأ، صاروخ كروز طراز براهموس (BrahMos) على باكستان وأصدرت الحكومة الهندية في وقت لاحق بيانا وصفت فيه ما جرى بأنه نتيجة لخلل فني أثناء الصيانة الروتينية والتفتيش على صواريخها.
 

السيطرة معلقة بالحظ

كما أضاف أنه وفي حين أن الصاروخ كان غير مسلح ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، فإن إطلاقه العرضي من دولة مسلحة نوويا إلى دولة أخرى مسلحة نوويا يثير تساؤلات حول كيفية أن يصير أمر السيطرة على التصعيد معلقا بالحظ والفشل المؤسسي.
 
ونقل عن مات كوردا الباحث الأول ومدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين، قوله إن مصادر هندية أكدت له أن إطلاق الصاروخ يتطلب تجاوز سلسلة من الأقفال البرمجية والميكانيكية لبدء العد التنازلي، مضيفا أنه وعلى الرغم من عدم معرفة ما إذا كان الإطلاق ناجما عن خطأ بشري أم خطأ تقني، فقد كان من الواضح أن هذا الصاروخ لم يكن من المفترض أن ينطلق بتاتا، ومع ذلك، وبمجرد إطلاقه، لم تكن هناك طريقة ممكنة لإجهاض الإطلاق لأن هذا النوع من الصواريخ ليس لديه نظام تدمير ذاتي في مكانه، على عكس صواريخ الهند ذات القدرة النووية.
 

وضع مثير للقلق

ورغم أن الأضرار اقتصرت على الممتلكات المدنية، قال كوردا إنه قلق من أن الوضع كان يمكن أن يتحول إلى أسوأ بكثير مما كان عليه، خاصة أنه يبدو أن باكستان تتبعت الصاروخ بشكل غير دقيق.
 
الجدير بالذكر أن المسؤولين الباكستانيين أخطؤوا في تحديد نقطة الإطلاق وبعض جوانب مسار الصاروخ، وقال مسؤولون هنود في وقت لاحق إن خريطة الطيران التي نشرتها باكستان غير دقيقة.
 
فيما نوه كوردا أن هذه الأخطاء والإجراءات لها تداعيات كبيرة لأنه، في سياق مختلف، قد تخطئ باكستان في تقدير أو إساءة فهم هدف الصاروخ والاندفاع نحو الانتقام السريع، مذكرا، على وجه التحديد بتفعيل باكستان عام 2019 هيئة القيادة الوطنية في البلاد، وهي المنظمة التي تدير الترسانة النووية الباكستانية. ووصف ذلك بأنه “قطعة واضحة من الإشارات النووية” الموجهة للهند، وقارن هذه الخطوة بوضع بوتين الأخير للقوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى.
 

سوء التواصل

بالإضافة إلى ذلك، يقول التقرير إن سوء التواصل زاد من إعاقة استقرار الأزمة بين الهند وباكستان، إذ صرح مسؤولون باكستانيون بأن الهند لم تستخدم الخطوط العسكرية الساخنة رفيعة المستوى للتنبيه أو الإبلاغ عن حدوث إطلاق عرضي وانتظرت يومين بعد الإطلاق لإصدار بيان عام.
 
وشدد كوردا على أن هذا الوضع بين الهند وباكستان يسلط الضوء على بعض الديناميكيات الخطيرة والتي يمكن أن تلعب دورا عندما نفكر في تصعيد الأزمة بين الدول المسلحة نوويا، مشيرا إلى تاريخ الصراع بين الهند وباكستان، قائلا إن هذا الوضع كان يمكن أن تكون له نتيجة مختلفة وأكثر فتكا إذا كان البلدان يعانيان من توترات شديدة.
 

لعبة خطرة

والجدير بالذكر أن كوردا أيضا بميل الهند في السنوات الأخيرة إلى وضع صواريخها على مستوى عال من الاستعداد، مما دفع باكستان لزيادة جاهزية صواريخها، وهي لعبة تصعيد خطيرة تلعبها دولتان مسلحتان نوويا. ولذلك يعتقد كوردا أن الحظ “يلعب بالتأكيد دورا في منع الأزمات من التصعيد، على الرغم من أنه ليس شيئا يجب أن نعتمد عليه، ولا سيما في سياق الأسلحة النووية.
 
وخلص كوردا إلى أن النتيجة الكبرى هنا هي أننا لا نستطيع أن نتوقع أن الردع النووي سيعمل دائما كما نتوقع.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى