حوارات و تقارير
الرئيس الأمريكي يشكك في سيطرة موسكو على ماريوبول.. وروسيا تفرض عقوبات جديدة
أفادت وسائل إعلام عالمية بأن مسؤول عسكري روسي كشف هدف بلاده في المرحلة الثانية من العملية العسكرية المستمرة في أوكرانيا، فيما تشتد المعارك بالمنطقة الشرقية ويستمر الحصار الروسي على مصنع آزوفستال آخر معاقل المقاومة في ماريوبول.
وبينما شكك الرئيس الأميركي جو بايدن في سيطرة القوات الروسية على ماريوبول الأوكرانية بصورة كاملة دعا نظيره الروسي إلى السماح بمغادرة المدنيين من المدينة.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في وقت سابق سيطرة قوات بلاده على مدينة ماريوبول، واصفا ذلك بالإنجاز، وأمر بتطويق معمل آزوفستال بدون مهاجمته.
وفي الوقت الذي يستمر حصار القوات الروسية على مصنع آزوفستال في ماريوبول تشتد المعارك في المنطقة الشرقية، خصوصا على خط يمتد من خاركيف شمالا إلى بحر آزوف جنوبا.
وبدورها قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الأوكرانية صدت 10 هجمات روسية في دونيتسك ولوغانسك خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما تحدثت الهيئة عن تدمير دبابات ووحدات مدرعة ومركبات وأنظمة مدفعية و15 هدفا جويا من طائرات مختلفة الطراز، وقالت إن ما لا يقل عن 50 جنديا روسيا قتلوا وأصيب 220، وتم نقلهم إلى مستشفى مقاطعة نوفويدار المركزي.
فيما أعلنت الإدارة الإقليمية لمنطقة زاباروجيا الأوكرانية اليوم الجمعة عن سقوط طائرة شحن لأسباب فنية خلال تحليقها بالمنطقة، مشيرة إلى وقوع جرحى جراء الحادث، دون مزيد من التفاصيل.
وفي هذا الصدد أعلنت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أنه لن يفتح أي ممر إنساني لإجلاء مدنيين اليوم الجمعة في أوكرانيا، واصفة الوضع على الطرق بأنه “خطير”.
وكتبت فيريشتشوك على تليغرام “بسبب الخطر الذي يهدد طرقنا لن تكون هناك ممرات إنسانية اليوم”.
ماريوبول
أما بالنسبة للوضع في ماريوبول، قالت فيريشتشوك في تصريحات صحفية إن هناك مدنيين لا يزالون عالقين في معمل آزوفستال في ماريوبول، فيما تواصل القوات الروسية قصف المعمل.
ولفتت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتهك كل القوانين الدولية، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لإخراج المحاصرين في ماريوبول.
كما أعلنت المسؤولة الأوكرانية أن الجنود الأوكرانيين في آزوفستال رفضوا اليوم عرضا روسيا لهم بالاستسلام.
وفي السياق ذاته ، أطلق عمدة ماريوبول نداء جديدا لإجلاء حوالي 100 ألف شخص من المدينة، ونشرت شركة ماكسار للتكنولوجيا صور أقمار صناعية قالت إنها لقبور جماعية ببلدة مانشو بالقرب من مدينة ماريوبول.
وأكدت الشركة أن الصور تظهر أكثر من 200 قبر جماعي تمتد في صفوف طويلة.
وأشار بيان للشركة إلى أن مراجعة الصور رجح أن القبور حفرت في أواخر مارسالماضي، وتم توسيعها في الأسابيع الأخيرة.
في هذا الشأن، رجحت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن يكون قرار الرئيس الروسي بحصار مصنع الصلب آزوفستال راجعا إلى رغبة موسكو في احتواء القوات الأوكرانية في ماريوبول.
كما قالت الاستخبارات البريطانية إن أي هجوم روسي على المصنع سيؤدي إلى خسائر جسيمة في صفوف القوات الروسية، مما يقلل الفعالية القتالية لهذه القوات لاحقا.
وأصبحت ماريوبول شبه مدمرة بالكامل جراء القصف والمعارك، وتؤكد السلطات الأوكرانية أن “نحو 20 ألفا قتلوا” في المدينة، وتتحدث عن “قيام الروس بحفر مقابر جماعية وحرقهم جثث الضحايا لإخفاء الأعداد الكبيرة من القتلى”.
هدف روسي
في المقابل، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن روستام مينيكاييف القائم بأعمال قائد المنطقة الوسطى للقوات المسلحة الروسية قوله إن موسكو تخطط للسيطرة الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا ضمن المرحلة الثانية من العملية العسكرية.
وأضافت الوكالة نقلا عن القائد الروسي أن موسكو تخطط لإقامة ممر بري بين دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.
وأكد مينكاييف أن العملية الروسية وتقدم القوات يمران وفق الخطط العسكرية المطلوبة والموضوعة؛ حيث إن السيطرة على جنوب أوكرانيا ستمنح الجيش الروسي منفذا إلى القوات الموجودة في ترانسنيستريا الواقعة بالقرب من مولدوفا.
كما اعتبر أن هناك أدلة وحقائق عدة على الممارسات وسياسة الاضطهاد ضد السكان الناطقين بالروسية.
في سياق متصل، أفادت وكالة أسوشيتد برس نقلا عن مسؤول عسكري أميركي -رفض الكشف عن هويته- أن القوات الأوكرانية تعرقل الجهود الروسية للتقدم جنوبا من إيزيوم.
وقالت الوكالة إن مسؤولين روسا أكدوا أن القوات الروسية بدأت المرحلة الجديدة من القتال هذا الأسبوع على امتداد جبهة طولها نحو 500 كيلومتر من مدينة خاركيف الشمالية الشرقية إلى بحر آزوف.
دعم أمريكي
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن -خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض- عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن واشنطن تريد أن تفوز أوكرانيا بالحرب، وأن تفرض مجددا سيادتها على كامل أراضيها.
وأضاف كيربي في تصريحات له أن بلاده تدعو بوتين إلى إنهاء الحرب والجلوس بحسن نية إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا على أن كيفية الحل -سواء عبر الحوار أو الحسم العسكري- تعود للأوكرانيين وليس للولايات المتحدة، حسب تعبيره.
كما لفت إلى أن واشنطن تحاول منذ عدة أسابيع التواصل مع كبار القادة الروس، لكن موسكو لا ترغب بالانخراط في أي محادثات.
كما نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية عن كيربي أن الروس شنوا هجمات في الجزء الشمالي من دونباس، لكنهم لم ينجحوا في السيطرة على مساحات كبيرة، ولم يحققوا أي مكاسب ميدانية من وجهة نظر واشنطن.
وقال كيربي إن الروس يعتقدون أن السيطرة على ماريوبول أمر مهم للتحرك نحو دونباس، والحصول على جسر بري بينها وبين شبه جزيرة القرم، وإن الأوكرانيين في ماريوبول يقاومون الجهود الروسية المكثفة للسيطرة على المدينة.
وأكد أن بلاده تبذل قصارى جهدها لتزويد الأوكرانيين بالأسلحة والأنظمة التي يحتاجونها لمواصلة الدفاع عن بلادهم.
من جانب آخر، قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) إن مسؤولين في الإدارة الأميركية يتوقعون أن تتشكل النتيجة النهائية للحرب الروسية على أوكرانيا خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، مع تداعيات طويلة الأمد ستؤثر على رسم خريطة أوروبا لعقود قادمة.
ودعا المسؤولون الأميركيون إلى الاستعجال بتزويد أوكرانيا بأكبر عدد من الأسلحة الجديدة، ولا سيما المدافع بعيدة المدى ومنظومات الرادارات المضادة للمدفعية بهدف صد تقدم جديد لروسيا شرقي دونباس.
أسلحة ألمانية
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز توريد المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، ووعد بتقديم دفعات أخرى مستقبلا.
وقال شولتز -في تصريحات لمجلة “دير شبيغل” (Der Spiegel) الألمانية إن إمكانيات الجيش الألماني لتوريد المزيد من الأسلحة من ترسانته قد استنفدت إلى حد كبير إلا أنه سيتم توريد “ما لا يزال متاحا بالتأكيد”، مشيرا في ذلك إلى أسلحة مضادة للدبابات وألغام مضادة للدروع وذخيرة مدفعية.
وذكر شولتز أنه تم وضع قائمة مع قطاع صناعة الأسلحة الألماني بالمعدات العسكرية التي يمكن تسليمها بسرعة، مضيفا أنه تم مناقشة هذه القائمة مع وزارة الدفاع الأوكرانية، موضحا أن الأمر يتعلق حتى الآن بـ”أسلحة دفاعية وقذائف هاون لمعارك المدفعية”.
وأشار المستشار في المقابلة التي نشرت اليوم الجمعة إلى أن الأسلحة من المخزونات السوفياتية السابقة والتي يعرفها الأوكرانيون جيدا، ستكون الأكثر جدوى على المدى القصير، وقال إنه على المدى المتوسط ستساعد ألمانيا أوكرانيا على توسيع قدراتها الدفاعية “بالأسلحة الغربية أيضا”.
عقوبات روسية
وفرضت روسيا حظرا على دخول المسؤولين الأميركيين إلى أراضيها، إذ شمل كامالا هاريس نائبة الرئيس و29 مسؤولا آخر، بينهم كبار المديرين ورجال أعمال وخبراء وصحفيون ممن قالت موسكو إنهم يخدمون أجندة معادية للروس.
وتتضمن قائمة العقوبات -التي أعلنت عنها وزارة الخارجية الروسية- مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك، وكاثلين هيكس نائبة وزير الدفاع، والمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي وآخرين.
ومن جهتها قالت الخارجية الروسية -في بيان- إن هؤلاء الأفراد ممنوعون من دخول روسيا الاتحادية إلى أجل غير مسمى.
وأضافت أن ذلك جاء ردا على عقوبات فرضتها واشنطن على موسكو بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
كما أعلنت الوزارة فرض عقوبات على 61 كنديا، وأدرجت مجموعة إضافية في القائمة السوداء.
ولفتت الوزارة إلى أن القائمة تضم كبار المسؤولين الحكوميين وعسكريين عاملين ومتقاعدين وخبراء، ووسائل إعلام قالت إنها منخرطة بشكل مباشر في تنفيذ “المسار المعادي” لروسيا.