بعد عودة المصريين.. ليبيون تحت القصف الروسي بأوكرانيا يناشدون «أم الدنيا» بإجلائهم
أميرة جادو
طالب عدد من الليبيين المقيمين في أوكرانيا الحكومة المصرية بمساعدتهم على مغادرة البلاد التي تخوض حربًا مع روسيا، وإنقاذهم من جحيم الحرب والقصف المتواصل.
وعن سبب اختيارهم لـ «أم الدنيا» لإنقاذهم من جحيم الحرب، وكيف مرّت تلك الفترة عليهم، يوضح حسن المرابيط شاب ليبي يعيش في العاصمة الأوكرانية منذ 8 أشهر، أنه عالق تحت الارض منذ 5 أيام في ملجأ للقطارات، ولا يستطيع المغادرة بسبب منع المتواجدون للأجانب والعرب من ركوب القطارات التي تتجه نحو مدينة لفوف، علاوة على مطالبته بالقتال معهم بالإجبار.
ولفت الشاب الليبي إلى أنه كان في أوكرانيا لاستكمال دراسة الماجستير في الاقتصاد، وفوجئ بالأحداث تتسارع بين روسيا وأوكرانيا ولم يكن قادرا على السفر أو العودة لبلاده بسبب إغلاق المجال الجوي، مضيفًا أنه تواصل مع باقي الجالية الليبية للتعرف على وسائل وطرق تتيح له العبور نحو أوروبا من أجل العودة لأسرته في ليبيا لكنهم جميعا عالقون في مدن مختلفة ولا يستطيعون التجمع ومساعدة بعضهم البعض.
كما طالب “حسن” الخارجية المصرية بأن تساعده لأنه وجد أن مصر سارعت بإجلاء رعاياها المصريين بينما الخارجية الليبية لم تتمكن من مساعدتهم وقالت لهم إنهم لا يمتلكون الوسائل أو الأموال لإجلائهم، قائلًا: «أنتم بلدنا الثاني لطالما كنتم سندا في أمور كثيرة لنا، إنني أحب مصر لقد تخرجت من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وبعدها ذهبت لاستكمال الماجستير في أوكرانيا بسبب سوء الوضع في ليبيا بعد الحرب الأهلية التي حدثت.. أتمنى أن تنظر إلينا الدولة المصرية بعين الرحمة التي نعلم أنهم أهلها، ونرجوا من الله أن تساعدونا».
مناشدة لمصر
ومن جهته، قال علي بو طاقية: «لم نأكل اي شيء منذ 4 أيام سوى الفتات الذي يتصدقون به علينا»، مضيفًا إنه يختبئ بمدينة دينبرو بأوكرانيا ولا يستطيع أن يتواصل مع أحد لجلائه من تحت القصف.
وكتب «علي» عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مطالبا أن يتم ترحيله ومساعدته من قبل الخارجية والسفارة المصرية لأن سفارتهم لم تتمكن من مساعدتهم وأن من تمكنوا من الوصول لبولندا أو رومانيا من الجالية الليبية في أوكوكان قد غرد على عبر حسابه، مطالبا أن يتم ترحيله ومساعدته من قبل الخارجية والسفارة المصرية لأن سفارتهم لم تتمكن من مساعدتهم وأن من تمكنوا من الوصول لبولندا أو رومانيا من الجالية الليبية في أوكرانيا كانت بفضل جهودهم الذاتية بسبب مساعدة من أحد.
وأوضح «رانيا» الوضع الحالي لهم، قائلا: «لم نحصل على اي طعام ولا نستطيع أن نقوم بسحب أي أموال بسبب الوضع السيء في كل مكان، مؤكدا أنه كان هناك بهدف السياحة فقط ولكنه ذهب ولم يتمكن من العودة».
وناشدت مصر أن تقوم بمساعدتهم وأنه قرأ في الأخبار عبر مواقع التواصل أن مصر أجلت رعاياها بسرعة واتفقت مع روسيا على حماية المصريين هناك ويرجوا من مصر أن تساعدهم.
نجلس في الأنفاق
وفي السياق ذاته، صرحت رهف زوجة وام لطفلين تعيش في أوكرانيا منذ 5 سنوات أنها هاجرت مع زوجها لكييف بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في ليبيا ووجود مرتزقة سوريين وأتراك وغيرهم ممن استباحوا الداخل الليبي فقرروا الهجرة واختاروا أوكرانيا التي أتاحت لهم هذه الفرصة، مؤكدة أنها تجلس في الأنفاق مع طفليها منذ بضعة أيام وتم نقلهم إلى لفوف من كييف بينما منعوا زوجها من الصعود إلى القطار.
كما ناشدت «رهف» بمساعدتهم للوصول إلى بولندا أو أي مخرج يجليهم من القصف والوضع السيء، مشيرة إلى في حديثها لـ«الدستور» أن الجو شديد البرودة وتحاول بشدة أن تتمكن من تدفئة طفليها.
وأضافت: «لا أستطيع فعل شيء دون زوجي لقد منع من أن يصعد معنا بالقطار.. لم تمنع دموعي وصراخي منعهم له، لقد بكيت بحرقة شديدة وصرخ أطفالي مع صراخي ولكنهم لم يوافقوا على أن يصعد وقالوا لنا هناك أطفال ونساء يجب أن يتم نقلهم.. لا مكان للرجال على الجميع الذهاب والمشاركة في الحرب»، موضحة أن زوجها يعاني من الضغط ومشاكل في القلب ولا تريده أن يشارك في هذه الحرب إنها ليست حربهم على حد قولها.
وتابعت: «أتمنى أن تساعدنا مصر وتعيد لي زوجي وتجمعنا به، مصر أم الدنيا ولطالما كان لها دورا قويا وجادا في أوضاع كثير من العرب».
وختمت قولها، بأن مصر تأوي ملايين اللاجئين العرب ولا تعاملهم كلاجئين بل كمواطنين وهي دولتهم الثانية، مضيفة: «نحن في ليبيا عشنا وكبرنا وسط آلاف من المصريين الذين عاشوا معنا وتعلموا معنا وعملوا معنا، ولا نفرق بيننا وبينهم وأتمنى أن تنظر مصر إلينا كأننا رعاياها لأن دولتنا في وضع لا تستطيع فيه أن تساعدنا بشكل قوي وكاف».
