تاريخ ومزارات

3 رؤساء حكومات أوروبيون يتوجهون إلى العاصمة الأوكرانية.. زيارة رمزية أم نقطة تحول؟

أميرة جادو

تستمر الحرب الروسية الأوكرانية على مدى 3 أسابيع، وسط مخاوف كبيرة من امتداد شظاياها إلى بقية أنحاء القارة الأوروبية، من دون وجود بوادر لنهاية وشيكة للصراع، ولأول مرة  منذ اندلاع الحرب في 24 فبراير الماضي، يتوجه رؤساء حكومات كل من بولندا وتشيكيا وسلوفينيا، الثلاثاء إلى كييف، للاجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزرائه.

أعلنت الحكومة البولندية، في بيان صادر عنها، إن “رئيس مجلس الوزراء ماتيوز موراويكي، ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس لجنة الأمن القومي والدفاع ياروسلاف كاتشينسكي، ورئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، ورئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانسا، سيتوجهون إلى كييف، الثلاثاء، كممثلين عن المجلس الأوروبي، للقاء زيلينسكي ورئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميغال”.

“خطوة رمزية ليست لوقف الحرب”

وعن أهمية الزيارة وما يترتب عليها، يعتقد إحسان الشمري، الخبير السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أنها “خطوة رمزية أكثر منها باتجاه إحداث فرق لوقف الحرب وإحلال السلام في أوكرانيا، فهذه الدول الثلاث التي سيزور رؤساء حكوماتها كييف ليست مؤثرة سياسيا واقتصاديا بدرجة كبيرة في المنظومة الأوروبية، وإمكانياتها وقدراتها محدودة ولا تؤهلها لممارسة أدوار فاعلة في أزمة عالمية ضخمة كالأزمة الأوكرانية”، مضيفًا “إنها تعبير عن دعم معنوي، كون الدول الثلاث هي الأقرب لأوكرانيا جغرافيا، فضلا عن الروابط التقليدية التي تربطها بها”.

وأشار الخبير السياسي: إلى أن “الزيارة تعد كذلك مؤشرا على وجود قلق بالغ لدى هذه الدول التي كانت سابقا ضمن المنظومة السوفيتية، من أن انتصار موسكو في حربها الأوكرانية سيضعها بما لا يقبل الشك في دائرة الخطر والتهديد الروسي مباشرة، في ظل تصاعد طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لإحياء الفضاء الحيوي السوفيتي تحت لافتة الاتحاد الروسي هذه المرة”.

وتابع الخبير أنه “لو كنا أمام زيارة مثلا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو المستشار الألماني أولاف شولتس أو رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للعاصمة الأوكرانية، لكان الوضع مختلفا تماما، ولأمكن التعويل على تحقيق فارق وإحداث تحول نوعي في المواقف الأوروبية والغربية من الأزمة الأوكرانية”.

“زيارة رمزية.. ولا يمكن إحداث تحول”

وفيس السياق ذاته، يوضح الكاتب والمحلل السياسي طارق سارممي إن “هذه الخطوة الأوروبية مهمة جدا، لا سيما بالنسبة للقيادة الأوكرانية وتحديدا زيلينسكي، كونها تأتي في ظل الحديث المتصاعد عن تحضير القوات الروسية لمحاصرة كييف والسيطرة عليها”، مضيفًا “كون الزيارة هي الأولى من هذا النوع لرؤساء حكومات دول أوروبية عضوة في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي (ناتو) للعاصمة الأوكرانية منذ بدء الحرب، فهي تكتسب أهمية معنوية كبيرة بالنسبة للأوكرانيين”.

ونوه المحلل السياسي إلى أنه “لا يجب تحميل هذه الزيارة أكثر مما تحتمل”، قائلًا: “لا شك أنها زيارة تضامنية، لكنها لن تؤثر كثيرا في الواقعين الميداني والسياسي لمسارات الأزمة الأوكرانية، خاصة أن بولندا وتشيكيا وسلوفينيا ليست دولا محورية ومركزية في المنظومة الأوروبية، وبالتالي فهي ليست ضمن دائرة عواصم القرار الأوروبي الضيقة، ولا يمكنها إحداث تحول نوعي في مقاربات الاتحاد الأوروبي ومواقفه التي تقتصر على بذل الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية، لإجبار موسكو على وقف الحرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى