بقيادة الرئيس السيسي.. مصر توجه أنظار العالم نحو السلام وإعادة الأعمار
أسماء صبحي – دعاء رحيل
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، جلسة بعنوان “المسؤولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثالث من النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء.
وانطلقت فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، يوم الإثنين 10 يناير والتي استمرت حتى يوم الخميس 13 يناير الجاري بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويعد منتدى شباب العالم حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، وقد انطلق المنتدى عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، ويهدف إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
كلمة الرئيس السيسي
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن قطاع غزة يحتاج مبالغ مالية أكبر من مبلغ الـ500 مليون دولار، الذي أعلن في مايو/أيار 2021 عن تخصيصه كمبادرة مصرية لصالح عملية إعادة الأعمار في قطاع غزة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.
وقال السيسي، خلال الحلقة النقاشية التي جاءت بعنوان: “المسؤولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات”: “فيما يخص قطاع غزة، القطاع يحتاج أكثر بكتير من رقم الـ500 مليون دولار، وكنا نتمني في مصر أن نساهم بأكثر من ذلك”.
وتابع السيسي: “ما يمكنني قوله للناس التي تعمل على المرحلة التانية التي بدأت في ديسمبر من فضلكم، نحن كنا نقول إن الناس دائما تشغل المواطنين هناك لأنها لن تأت بعمالة لتعمل في القطاع وأهل القطاع موجودون وجاهزون للعمل”.
وأضاف السيسي: “أرجو أن ننهي المراحل التي وعدنا بها في أسرع وقت ممكن من أجل أشقائنا في قطاع غزة”.
واستطرد: “سنواصل دورنا في مناشدة المانحين بأن يتقدموا وألا يتخلوا عن الأونروا من أجل الالتزامات الخاصة بها، الالتزامات التي تقوم بها الأونروا والتي أتصور أنها بشكل أو بأخر تعود مرة أخرى بعد توقف لسنوات مضت”.
واختتم كلمته قائلاً: “نوجه نداء للدول المانحة ونحن سنتحرك كدولة معهم أيضاً كي تصل هذه الرسالة بشكل أكثر قوة وفعالية من أجل استئناف أكبر ودعم أكبر للأونروا كي تقوم بدورها”.
بصيص لمن فقد الأمل
ومن جهتها، قالت سحر الجبورى، مدير مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في القاهرة، إن الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري يدعو المجتمع الدولى إلى تمويل الوكالة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أشادت بدور الدولة المصرية في دعم الوكالة في كل المحافل والدفاع عنها.
وأضافت الجبوري، أن الوكالة تعول على القيادة المصرية في استمرار دعوة المجتمع الدولى إلى دعم الوكالة، لافتة إلى أن مبادرة إعادة إعمار قطاع غزة تعد بصيص أمل لمن فقدوا الأمل كليًا، خاصة أن دور مصر محوري في وقف الحرب ودخول المساعدات الإنسانية وعلاج المصابين.
وتابعت الجبوري: “إن دعوة إعادة الإعمار أثارت سعادة الناس وساهم في تحريك الاقتصاد وضخ أموال وأعطى فرص عمل وبارقة أمل”، كما طالبت الرئيس السيسي بتوسيع مدارس الاونروا، خاصةً وأن لديهم عجز في الفصول بسبب عجز التمويل، لذلك قامت الوكالة برفع عدد الطلاب، مضيفاً: “لو أمكن توسيع عدد الفصول داخل هذه المدارس فالتعليم هو الأمل الوحيد ويقى من التطرف”.
وكشفت الجبوري، عن نسبة البطالة في غزة والتي وصلت إلى 50 %، وبين الشباب إلى 70%، لذا يمكن تيسير تشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مشاريع إعادة الاعمار، كما تحدثت عن التحديات التي تواجه الوكالة قائلةً إنها تمر بتحديات كبيرة، خاصة أنها تمر بضغوط مالية منذ عام 2015، وذلك لان هناك عزوف من الجهات المانحة لتقديم ما يكفى من أموال لتقديم الخدمات الإنسانية للفلسطينيين، وتتعرض لضغوط سياسية بهدف إنهاء وتصفية دور الوكالة وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.
دور ريادي
فيما أكد السفير أحمد عبد اللطيف، مدير مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، أن الدولة المصرية تلعب دورًا رياديًا لإعادة إرشاد منظومة العمل الدولى نحو إعادة الإعمار، موضحاً أن إعادة الإعمار لم يكن ضمن أولويا المجتمع الدولى لفترة طويلة.
وأضاف عبد اللطيف، أن منظومة السلم والأمن الدولية تعمل على منع النزاعات ثم تسويتها ثم الوصول إلى هدنة واتفاق سلام، حتى أيقن المجتمع الدولى أن هذا غير كافِ لاستدامة السلام، قائلاً: “لا بد أن تكون إعادة أولوية في العمل الدولى والإقليمي”.
وأشار عبد اللطيف، إلى أن الدور الريادي لمصر ساعد على إعادة توجيه منظومة العمل الدولي لتجعل من إعادة الإعمار أولوية، خاصةً وأن مصر ترأس لجنة بناء السلام والجهاز الرئيسي للأمم المتحدة لدعم الدول الخارجة من النزاعات.
معونات عاجلة
أما عن الصراع اليمني، أعلن سفير الشباب اليمني في المجلس العربي الأفريقي للتكامل والتنمية طارق النعماني، أن اليمن يحتاج إلى معونات عاجلة بسبب الوضع الإنساني المتردي، والذي يمكن وصفه بكونه أسوأ كارثة في هذا العصر، حيث يعاني خمسة ملايين شخص من سوء التغذية، لافتا إلى أن عدد النازحين بلغ أربعة ملايين يعيشون في أصعب ظرف صحي، وبلغ عدد الوفيات ٣٧٧ ألفا، ٦٠ في المئة منهم من الأطفال، وبلغت خسارة الناتج المحلى الإجمالي ٧٥٠ مليون دولار.
واوضح النعماني، أن المعونات الدولية التي حصل عليها اليمن حتى الآن وصلت إلى ٢٥ مليار دولار، في حين أن البلد يحتاج إلى ضعف هذا المبلغ لإعادة الإعمار، ودعوة المجتمع الدولي على التدخل بصورة عاجلة.
واضاف النعماني، أنه يوجد ٢٢ مدينة في اليمن لم تكن تعاني كلها من ويلات الحرب، ومن ثم يمكن البدء في مشروعات تنموية فيها تكون نموذجاً لتجذب السكان من مناطق الصراع، خاصة أن هناك نحو ٥ ملايين نازح يمني، يمكنهم الانتقال إلى المدن التي يتم تطويرها.
وطالب النعماني القيادة المصرية بتخصيص فرص تدريبية للشباب اليمني في الأكاديمية الوطنية للتدريب، معرباً عن أمله في أن تقود الشركات المصرية عملية الإعمار في اليمن.
عملية تعمير شاملة
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس اللجنة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن تبني عملية إعادة الإعمار في الدول العربية التي تعاني من صراعات داخلية أصبح عالميًا، والذي بدأ يمس الدولة المصرية مباشرة في أعقاب حرب غزة في مايو الماضي.
وقال سعيد، إن مصر تقوم الآن بعملية تعمير شاملة في قطاع غزة، والتي بدأت بقوافل كبيرة للمهندسين والمصممين لرفع الركام الشديد الذي وقع بعد الغزو، ثم اطلق أول مشروع ضخم في ديسمبر يتعلق بالساحل الغزاوي على البحر الأبيض المتوسط.
وأشار سعيد، إلى أن مصر تهتم بقضية إعادة الإعمار، حيث خصصت 500 مليون دولار للعمل على مشروع الإعمار في غزة، موضحاً: “من هذه النقطة بدأت قضية الإعمار تأخذ أبعاد أكبر، وأصبح الإعمار لا يتعلق بقطاع غزة وحدها ولا يخص بلد عربي بعينه، وإنما يجب أن يكون ممتدًا إلى كافة مناطق النزاع الكبيرة، والتي من بينها مشاركة الدولة المصرية في عملية إعادة إعمار العراق والذي أخذ جانبًا ماديًا وبنائيًا وأشكالًا أخرى منها إنشاء رابطة تجارية لها علاقة بالطاقة فيما سمي الشام الجديد”.
وفيما يتعلق بطرح فكرة “عدم اندلاع الأزمة بلا شك أفضل من التفاعل مع معطياتها”، لفت إلى أن هذا كان السائد من قبل، موضحاً: “من الضروري العمل على حل النزاع، لأن استمراره يعني اللجوء إلى القوة، ومن ثم تدمير ما يتم بناؤه، فالأصل ألا تنشب الأزمة وإذا نشبت تحل”.
وأضاف سعيد، أن بعض قضايا الصراعات تكون مزمنة، لأن العنف يتسبب دائمًا في تعقيد إتمام عملية الإعمار وحل النزاع، مستشهدا بحرب غزة الرابعة، وحرب اليمن، والحرب الداخلية في سوريا.