مدينة قرطاج التونسية.. مهد الحضارة الفينيقية وملتقى الثقافات
أسماء صبحي– تعد مدينة قرطاج الواقعة على الساحل التونسي واحدة من أعظم المدن التاريخية في العالم العربي. التي لعبت دورًا محوريًا في الحضارة الفينيقية، والرومانية، والإسلامية. أسسها الفينيقيون في القرن التاسع قبل الميلاد وشهدت مراحل ازدهار وسقوط. لتصبح اليوم موقعًا أثريًا عالميًا يحتفظ بآثار تاريخية ضخمة تروي قصة حضارات متعددة.
تأسيس مدينة قرطاج وتطورها التاريخي
أسس الفينيقيون مدينة قرطاج حوالي 814 قبل الميلاد لتكون مركزًا تجاريًا وحضاريًا هامًا على البحر الأبيض المتوسط. وتطورت المدينة بسرعة، وتحولت إلى إمبراطورية بحرية وسياسية بفضل مهارات سكانها في التجارة والملاحة.
شهدت قرطاج حروبًا عديدة مع روما أبرزها الحروب البونيقية التي انتهت بسقوط المدينة عام 146 قبل الميلاد بعد تدميرها بالكامل. وأعيد تأسيس المدينة لاحقًا في العصر الروماني، وحافظت على مكانتها كمركز حضاري مهم.
المعالم الأثرية في قرطاج
تضم قرطاج مجموعة رائعة من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخها الغني، منها:
- الميناء التجاري القديم: كان قلب النشاط البحري والتجاري، وقد تم تصميمه بطريقة هندسية متطورة لعصرها.
- المسرح الروماني: يتسع لآلاف المتفرجين ويُظهر مهارة الرومان في الهندسة المعمارية.
- مقابر القرابين: موقع مقدس استخدمه الفينيقيون للتضحيات والطقوس الدينية.
- الحمامات الرومانية: تبرز الحياة الاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة في المدينة.
وقال الدكتور سامي الهاشمي، أستاذ الآثار بجامعة تونس، إن مدينة قرطاج ليست مجرد موقع أثري. بل هي شهادة حية على التلاقح الحضاري بين الفينيقيين والرومان والعرب. كما تعكس آثارها كيف استطاعت المدينة أن تكون جسرًا بين حضارات البحر الأبيض المتوسط، وهي مصدر فخر للتراث العربي.
أهمية قرطاج في التراث العربي
تمتاز قرطاج بمكانة خاصة في التراث العربي باعتبارها واحدة من أقدم المدن التي شهدت تلاقحًا ثقافيًا وحضاريًا أثرى المنطقة. وتسهم هذه المدينة الأثرية في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المواقع التاريخية التي تربط الحاضر بالماضي العريق.



