حوارات و تقارير

الشائعات تتهاوى أمام ثبات الدولة المصرية.. اللواء خالد مجاور يبعث برسائل قوية إلى العالم

أسماء صبحي– تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الضغوط السياسية الدولية المرتبطة بالحرب على غزة. وجهت الدولة المصرية عبر أحد أبرز رموزها في سيناء اللواء خالد مجاور، رسالة شديدة اللهجة تؤكد أن الأمن القومي لمصر ليس محل مساومة. وأن محاولات استغلال معبر رفح أو الضغط باتجاه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ستقابل برد “مزلزل” تتجاوز تداعياته حدود المنطقة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتعالى فيه الاتهامات الدولية ضد القاهرة بشأن دورها في معبر رفح. ما دفع المسؤولين المصريين إلى كشف الحقيقة وقطع الطريق على محاولات التشكيك.

تحذير شديد من اللواء خالد مجاور

شدد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، على أن أي محاولة للاقتراب من الحدود المصرية ستقابل برد قوي وحاسم يفاجئ العالم بأسره. مؤكدًا أن مصر ليست دولة ضعيفة أو عاجزة، بل قادرة على الدفاع عن أرضها وسيادتها بكل قوة.

وأكد مجاور أن هذه التصريحات لا تأتي من فراغ، بل تنبع من خبرة عسكرية طويلة تزيد عن 41 عامًا قضاها في صفوف القوات المسلحة. مما يجعله واعيًا تمامًا بحجم ما يتحدث عنه وخطورته.

مصر تملك قوة ردع تحمي أمنها القومي

أوضح المحافظ أن مصر تمتلك من القدرات ما يجعلها دولة لا يُستهان بها، وأن المساس بأمنها القومي خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه. وأضاف أن الدولة قادرة على ردع أي جهة أو طرف يسعى للمساس بحدودها أو زعزعة استقرارها.

وتحدث مجاور عن تغيرات ملموسة في المواقف الدولية بشأن القضية الفلسطينية. مؤكدًا أن مصر تمسكت برؤيتها الثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين ورفض محاولات التهجير القسري. مشيرًا إلى أن المواقف المصرية تختلف جذريًا عن الممارسات الإسرائيلية.

موقف مصري ثابت ضد تهجير الفلسطينيين

أكد مجاور أن الدولة المصرية كانت واضحة منذ بداية الحرب على غزة في رفضها القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.

وأوضح أن مصر قدمت المساعدات الإنسانية بكل شفافية وعلنية دون أي نوايا خفية. مشيرًا إلى أن كل المحاولات الرامية إلى التشكيك في هذا الدور الإنساني والسياسي لا تعكس الحقيقة. بل تمثل حملات دعائية خائبة لا تستند إلى الواقع.

مواجهة الشائعات بوعي شعبي وثقة في الدولة

وفي رسالة موجهة لمن يروجون الشائعات، أشار اللواء مجاور إلى أن كل إنجاز تحققه الدولة يقابله موجة من الأخبار الكاذبة الممنهجة. إلا أن وعي المواطن المصري وثقته في قيادته ومؤسسات دولته كفيلة بإفشال هذه المحاولات.

وأضاف قائلاً: “لا يمكن لأي جهة في العالم أن تزايد على الموقف المصري، لا من الجانب الإنساني ولا السياسي”. مؤكدًا أن المواقف المصرية تستند إلى مبادئ راسخة وموقف أخلاقي وإنساني واضح.

حاجز الصد الأقوى أمام المؤامرات

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية، إن تصريحات اللواء خالد مجاور تأتي من خلفية عسكرية قوية تمنحه الوعي الكامل بخطورة الموقف. مؤكدًا أن أي محاولة للاعتداء على الحدود المصرية ستواجه برد عنيف وغير متوقع.

وأشار إلى أن هذا الرد لن يكون تقليديًا، بل سوف يتضمن إجراءات حاسمة تتجاوز التوقعات. مضيفًا أن أي تفكير في الاقتراب من الحدود المصرية يعد مخاطرة لا يجرؤ أحد على الإقدام عليها.

وأكد أن مصر محمية بعناية إلهية ولا يمكن لأي قوة في العالم اختراق سيادتها أو المساس بأمنها. لافتًا إلى أن مصر تمثل نقطة التوازن في الشرق الأوسط، وتشكل حاجز الصد الأقوى أمام المؤامرات. وأنها ستبقى صامدة وعصية على أي محاولات للمساس بأمنها.

قوة الردع المصرية

وفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، إن هذه تصريحات اللواء خالد مجاور الحاسمة تؤكد بشكل قاطع أن مصر لن تسمح أبدًا بأن تكون حدودها مهددة أو أن تستغل كممر لتمرير مخططات دولية. مضيفًا أن الخبرة العسكرية التي يتمتع بها مجاور تعكس عمق الفهم الاستراتيجي للموقف.

وشدد العزبي على أن قوة الردع المصرية ليست فقط عسكريةبل سياسية ودبلوماسية. وهي قادرة على إحباط أي محاولة لتغيير الوضع القائم سواء بالقوة أو عبر الضغط الدولي.

معبر رفح والتحديات اللوجستية

وأكد أن معبر رفح من الجهة الفلسطينية قد تعرض لدمار شبه كامل. وأن البنية التحتية في غزة بما في ذلك الطرق المؤدية إلى المعبر لم تعد صالحة للاستخدام نتيجة القصف المتواصل.

ولفت العزبي، إلى أن مصر تعرضت لاتهامات مباشرة من مسؤولين إسرائيليين ودوليين. كان أبرزها ما جاء على لسان رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبق الذي اتهم مصر بإغلاق المعبر وتحميلها مسؤولية معاناة الفلسطينيين.

مصر ترفض أن تكون بوابة للتهجير

وقال العزبي، إن هناك حملة واضحة من بعض القوى الدولية وأطراف داخل إسرائيل تهدف إلى تقويض السيطرة المصرية على معبر رفح. تمهيدًا لفتح المجال أمام نزوح الفلسطينيين إلى سيناء تحت غطاء إنساني.

وأشار إلى أن هذه الخطة تسوق تحت شعارات مثل “إنقاذ المدنيين” و”حماية حقوق الإنسان”. لكنها في حقيقتها تستهدف تهجيرًا منظمًا للفلسطينيين خارج وطنهم.

ولفت العزبي، إلى أن مصر تتعامل بحذر مع هذه المرحلة، فهي تقدم المساعدات وتفتح المعابر عند الحاجة. لكنها ترفض تمامًا أن تكون طرفًا في مخطط التهجير، أو أن تستخدم أراضيها كمنفذ لإفراغ غزة من سكانها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى