تاريخ ومزارات

حكاية “باب النجار مخلع”.. مفاجأة صادمة وراء قصة هذا المثل

أميرة جادو

الأمثال الشعبية ليست مجرد كلمات قصيرة، بل هي تجسيد لتجارب إنسانية تناقلتها الأجيال عبر الزمن. تحمل في طياتها حكمًا مستمدة من واقع الحياة اليومية، وتستخدم لتوصيف مواقف محددة أو لتقديم نصائح غير مباشرة.

ومن بين هذه الأمثال الشائعة “باب النجار مخلع”، الذي يروي قصة نجار ماهر ويعكس صورة عميقة عن الطبيعة البشرية، وكيف يمكن للإنسان أن يهتم باحتياجات الآخرين بينما يغفل عن احتياجاته الشخصية.

باب النجار مخلع.. قصة وراء عدم إتقان العمل

ووفقًا لما جاء في كتاب “قصص الأمثال”، فأنه في إحدى القرى الصغيرة، عاش نجار اشتهر بمهارته الفائقة ودقته في العمل، حيث لم يكن هناك منزل في البلدة إلا ويحمل بصمة من إبداعه. كان أهل القرية يثقون به ثقة عمياء، ولقبوه بـ”أستاذ النجارين”.

مع مرور السنوات، قرر النجار أن يتقاعد ويقضي بقية حياته مع أسرته. أبلغ صاحب العمل برغبته، لكن الأخير رفض في البداية بحجة أنه لا يستطيع الاستغناء عن مهارته. بعد إلحاح شديد، وافق صاحب العمل بشرط أن يقوم النجار ببناء آخر منزل كختام لمسيرته المهنية.

وافق النجار على مضض، لكنه لم يكن متحمسًا، فاختار أسوأ المواد ولم يلتزم بمعاييره المعتادة في الإتقان، معتقدًا أن هذا العمل لا يستحق الجهد، وأراد إنهاءه بسرعة للتفرغ لحياته الجديدة.

صاحب العمل أهدى النجار المنزل

بعد إنهاء العمل، سلّم النجار المفتاح إلى صاحب العمل، وكانت المفاجأة أن صاحب العمل أهداه المنزل كمكافأة على سنوات عمله وإبداعه. شعر النجار بندم شديد عندما أدرك أنه أضاع فرصة بناء بيت أحلامه بسبب تسرعه وإهماله.

استقر النجار في المنزل، لكنه كان يشعر بالخجل كلما رآه أهل القرية يعلقون قائلين: “باب النجار مخلع”. أصبح هذا المثل يُستخدم للتعبير عن الشخص الذي لا يطبق إتقانه على نفسه، رغم أنه يُتقنه للآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى