“حجر رشيد”مفتاح الحضارة المصرية القديمة

كتبت شيماء طه
يُعتبر حجر رشيد من أهم الاكتشافات الأثرية في تاريخ البشرية، حيث كان مفتاح فك رموز الكتابة الهيروغليفية، مما أعاد الحياة إلى اللغة المصرية القديمة. اكتُشف الحجر في عام 1799 بالقرب من مدينة رشيد المصرية أثناء الحملة الفرنسية، وساهم بشكل غير مسبوق في فهم الحضارة الفرعونية.
اكتشاف حجر رشيد
تم العثور على الحجر بواسطة أحد جنود الحملة الفرنسية أثناء حفر الأساسات لبناء حصن قرب مدينة رشيد، الواقعة على دلتا نهر النيل.
سُلم الحجر إلى علماء الحملة، الذين أدركوا قيمته الأثرية على الفور، ليبدأ رحلة طويلة نحو فك أسرار الكتابة المصرية القديمة.
بعد هزيمة الفرنسيين أمام البريطانيين في مصر، أصبح الحجر من نصيب بريطانيا، ونُقل إلى المتحف البريطاني في لندن عام 1802، حيث يُعرض حتى اليوم.
وصف حجر رشيد
المادة: مصنوع من حجر البازلت الأسود.
الأبعاد: يبلغ طوله حوالي 114 سم، وعرضه 72 سم، وسمكه 28 سم.
النقوش: يحتوي على نص مكتوب بثلاث لغات
1. الهيروغليفية: كانت تُستخدم في النصوص الرسمية والدينية.
2. الديموطيقية: اللغة الشعبية في ذلك الوقت.
3. اليونانية القديمة: لغة الحكام البطالمة في مصر.
أهمية النصوص الثلاثية
كان وجود النصوص الثلاثة على الحجر أمرًا حاسمًا في فك رموز الكتابة المصرية القديمة. النص اليوناني، الذي كان مفهومًا في ذلك الوقت، قدم مفتاحًا لفهم النصوص الهيروغليفية والديموطيقية.
دور حجر رشيد في فك رموز الهيروغليفية
ساهم حجر رشيد في كشف أسرار اللغة المصرية القديمة بفضل جهود عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون.
1. البدايات: بدأ علماء مثل الإنجليزي توماس يانج بدراسة الحجر وحققوا تقدمًا بسيطًا، مثل التعرف على بعض الأسماء الملكية.
2. جهود شامبليون:
ركز شامبليون على النصوص الهيروغليفية وقارنها بالنصوص اليونانية.
اكتشف أن الهيروغليفية ليست مجرد رموز تصويرية، بل تشمل أيضًا حروفًا صوتية.
بحلول عام 1822، أعلن شامبليون نجاحه في فك رموز اللغة المصرية القديمة، مما أحدث ثورة في علم المصريات.
أهمية فك رموز الهيروغليفية
فهم التاريخ المصري: أتاح فك الرموز قراءة النصوص الفرعونية القديمة مثل النصوص الملكية، والنقوش الدينية، والسجلات الإدارية.
الكشف عن الحضارة: ساهم في معرفة تفاصيل الحياة اليومية، والمعتقدات، والتقنيات، والنظام الاجتماعي في مصر القديمة.
إحياء التراث: أصبح المصريون أكثر وعيًا بتراثهم الحضاري الثري، ما عزز الهوية الثقافية.
رحلة الحجر إلى المتحف البريطاني
رغم كونه اكتشافًا مصريًا، فإن حجر رشيد يوجد حاليًا في المتحف البريطاني بلندن. يُعرض الحجر في قاعة مميزة ويجذب ملايين الزوار سنويًا.
إلا أن مكان الحجر يُثير جدلًا عالميًا حول حق مصر في إستعادته، إذ يرى العديد من المصريين أن الحجر جزء من تراثهم الثقافي ويجب أن يعود إلى موطنه الأصلي.
“حجر رشيد “جسر إلى الماضي
يظل حجر رشيد واحدًا من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، إذ مكّن البشرية من فك رموز الحضارة المصرية القديمة وإحياء لغة ظلت غامضة لقرون.