المزيد

لواء دكتور سمير فرج يكتب:بعد ست سنوات تحقق حلمي للساحل الشمالي

لواء دكتور سمير فرج يكتب:بعد ست سنوات تحقق حلمي للساحل الشمالي

 

ست سنوات من المقالات الأسبوعية، والأحاديث في وسائل الإعلام المصرية، بالانتباه لما لدينا من ثروة مهدرة، لا نستفيد منها بصورة كفء، قاصداً بذلك الساحل الشمالي المصري، أجمل سواحل الدنيا، بلا مبالغة، أو تحيز. كانت أولى مقالاتي يوم الخميس 7 سبتمبر 2017، بعنوان “إمبراطورية الساحل الشمالي خسرتنا المليارات”، وحتى أغسطس من العام الماضي، وأنا أتحدث عن تلك الفرص المهدرة.

 

كان حديثي مبنياً على خبرتي من إقامتي في تركيا، لمدة ثلاث سنوات، ملحقاً عسكرياً لمصر إليها، رأيت بعيني كيف تستغل تركيا ساحل أنطاليا، المقابل للسواحل المصرية على البحر المتوسط، وتستفيد من الدخل السنوي الذي تدره المنتجعات السياحية عليه، في مرمريز وبودروم وأنطاليا، والذي يبلغ عشرين مليار دولار سنوياً، رغم سواد مياه البحر هناك، وصخرية الشواطئ، التي تجرح أقدامك، حتى وأنت ترتدي الأحذية المخصصة لها، ورغم ذلك يتوافد السائحون إليها، مكتفين باستخدام حمامات السباحة.

 

ويقابل ذلك مياه الساحل الشمالي المصري، فيروزية اللون، بيضاء الرمال، التي لا تضاهيها شواطئ في حوض البحر المتوسط بأكمله، فضلاً عن طقسها الممتع، في معظم شهور العام. ورغم كل تلك المميزات، التي لا تتمتع بها تركيا، إلا أنها ستغل شواطئها، طوال أشهر العام، باستثناء شهور الشتاء القارس الثلاث، ديسمبر ويناير وفبراير، الذين تستغلهم في الراحة والإعداد للموسم السياحي التالي، محققة دخلاً سنوياً يصل إلى 20 مليار دولار.

 

أما نحن، فقد نجحنا في إقامة غابات أسمنتية، أطلقنا عليها مجازاً اسم “قرى سياحية”، من العجمي غرب الإسكندرية حتى مطروح، لا نستخدمها إلا أسابيع قليلة، في الصيف، ونغلقها باقي العام، رغم الفرصة الممكنة للاستفادة منها طوال العام، لو أحسنا تخطيطها وتصميمها، لتكون وجهة سياحية متميزة، يعلو بها اسم مصر على خريطة السياحة العالمية. ومع ذلك، فلازلت أرى ضرورة دراسة البدائل المثلى، للاستفادة من تلك القرى، التي تم إنشائها، من قبل، لاستخدامها في المجالات السياحية مستقبلاً.

 

وبعد كل تلك السنوات من المناشدة، تحقق الحلم، بحسن الاستفادة بما تبقى من شواطئنا الرائعة، على الساحل الشمالي، للأغراض السياحية العالمية، خاصة وأن البنية الأساسية صارت جاهزة، سواء المطارات الدولية، أو شبكة الطرق الجديدة، أو محطات تحلية المياه، وأعلنت الحكومة عن المشروع الاستثماري الضخم، في رأس الحكمة، ذلك المشروع المتكامل، الذي من شأنه إحداث نقلة نوعية في تطوير وإدارة المدن المتكاملة، والذي سيكون بادرة مشروعات استثمارية جديدة في باقي أراضي الساحل الشمالي حتى السلوم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى