قبائل و عائلات

قبيلة أولاد نهار: إرث إدريسي يمتد عبر التاريخ والجغرافيا

قبيلة أولاد نهار تعد واحدة من القبائل العربية العريقة التي تنحدر من سلالة الإمام إدريس الكامل. حفيد الحسن بن علي وفاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه السلالة المباركة بدأت رحلتها مع الأحداث السياسية العاصفة التي شهدتها حقبة الخلافة العباسية. حيث واجه العلويون محناً كبيرة عقب وفاة الخليفة المنصور وتولي ابنه الهادي. في ظل هذه التحديات. كما برز الحسن بن علي بن الحسن كزعيم للعلويين. لكنه واجه هزيمة ثقيلة أمام جيش العباسيين، مما دفع عمه إدريس للفرار متنكراً مع خادمه راشد.

تاريخ قبيلة أولاد نهار

بدأ إدريس رحلته من المدينة المنورة إلى مصر ومنها إلى شمال إفريقيا، حيث استقر في مدينة ويليلي بالقرب من زرهون. هناك، حظي بدعم القبائل المحلية التي بايعته زعيماً عليها، وأسس جيشاً تمكن به من تحقيق انتصارات في أغادير عام 788م. لكنه سرعان ما وقع ضحية للمكائد العباسية، حيث اغتيل بالسم في ويليلي عام 177هـ، تاركاً زوجته كنزة حاملاً بابنه إدريس الثاني.

كما قال مازن حفصي أحد أبناء القبيلة أن بعد ولادة إدريس الثاني، تولى راشد، خادم والده، شؤون الحكم نيابة عنه حتى بلوغه. لاحقاً، قاد إدريس الثاني بناء الدولة الإدريسية، وأسس مدينة فاس عام 808م التي أصبحت مركزاً حضارياً مزدهراً. لكن بعد قرن من الزمان، كما تعرضت الأسرة الإدريسية لنكسة كبرى مع غزو موسى بن أبي العافية لفاس، مما أدى إلى تشتت ذريتها.

من بين الناجين من أسرة الأدارسة، ظهرت عائلة محمد بن أبي العطا التي استقرت في شمال إفريقيا، وكان له ثلاثة أبناء. أحدهم زيد النهار، الذي أصبح الجد الأكبر لقبيلة أولاد نهار. بفضل ذريته، انتشرت القبيلة في الجزائر والمغرب والصحراء الغربية ومصر والشرق الأوسط، وحتى مناطق أخرى من العالم العربي.

كما تميزت قبيلة أولاد نهار في أواخر القرن السادس عشر، بازدهارها ونموها، مستمدة قوتها من إرثها الإدريسي العريق. حيث أصبح أبناء سيدي يحيى وسيدي أحمد وسيدي موسى من أبرز رموز القبيلة. التي واصلت توسعها وترسيخ وجودها بين القبائل العربية حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى