كل ما تريد معرفته عن قبيلة الزولو .. “سحرة إفريقيا” و”عباد الشيطان والأرواح”
أميرة جادو
تعد قبيلة الزولو واحدة من أكثر الشعوب الإفريقية نفوذاً، حيث أسست مملكة عظيمة في جنوب القارة الإفريقية استمرت لفترة طويلة يخشاها الكثيرون. في عهد الملك شاكا، أصبحت قبيلة الزولو هي الأكبر في إفريقيا. جمع شاكا الشبان من مختلف أنحاء المملكة ودربهم على تكتيكات حربية فريدة، وبعد هزيمة العديد من الجيوش وضم شعوبهم تحت راية الزولو، غزت القوات البريطانية أراضي الزولو في عام 1800 وقسمتها. اليوم، يتحدث حوالي تسعة ملايين شخص لغة “الزولو”.
الارتباط بالأجداد
ما يزال العديد من أفراد الزولو يعيشون في مجتمعات ريفية تقليدية ويتحدثون لغة أيزيزولو. الأرواح والأجداد يحتلون مكانة مهمة في الحياة الدينية للزولو، حيث يتم تقديم القرابين والتضحيات طلباً للحماية والصحة والسعادة. يؤمن الزولو بأن أرواح الأسلاف تعود عبر الأحلام أو الأمراض وأحياناً عبر الثعابين. يُعتقد أيضاً أن السحر وسوء الحظ هما نتيجة لغضب الأرواح، وعند حدوث ذلك يلجأون إلى العرافين أو المعالجين بالأعشاب للتواصل مع الأجداد وطلب الحلول من خلال الأعشاب والصلاة.
احتفال “يوم شاكا”
يحتفل الزولو سنوياً بـ”يوم شاكا” في شهر سبتمبر، حيث يتم إحياء ذكرى مؤسس المملكة من خلال احتفالات تشمل ذبح الماشية وارتداء الملابس التقليدية. يرتدي الرجال الأسلحة التقليدية والملابس المصنوعة من جلد الماعز، بينما ترتدي النساء أغطية تقليدية من جلد البقر. في حال لم تكن المرأة متزوجة، ترتدي سلاسل من الخرز، وإذا كانت متزوجة، فإنها ترتدي قميصاً.
أغرب طقوس الزواج
قبيلة الزولو لديها طقوس مميزة للاحتفال بالبلوغ والزواج. بعد احتفالات البلوغ، تعلن الفتاة أنها مستعدة للزواج، وتبدأ في البحث عن الشاب الذي يناشدها. يتم تبادل رسائل الحب عبر الخرز الذي يحمل ألواناً ومعاني مختلفة. بمجرد اختيارها للشاب، يتم الزواج وفقاً للطقوس التقليدية.
العائلة والاحترام في المجتمع الزولو
تعتبر الأسرة في الزولو وحدة مترابطة تشمل كل من يعيش تحت سقف واحد سواء كانوا أقارب بالدم أو بالتبني أو الزواج. في المجتمعات الريفية، يعيش أفراد العائلة الممتدة معاً، ويشمل ذلك الإخوة وأزواجهم والأخوات غير المتزوجات والأطفال والأجداد. يعبر الاحترام عن طريق عدم مناداة الكبار بأسمائهم، بل باستخدام الألقاب.
الاختلافات بين الريف والحضر
تعاني المناطق الريفية للزولو في جنوب إفريقيا من نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة والسكن الرسمي، بينما يعيش الزولو في المناطق الحضرية في ظروف أفضل تُشبه إلى حد كبير الحياة في المدن الغربية. يشكل سكان المناطق الحضرية الطبقة الوسطى من المجتمع الزولو.
والجدير بالإشارة أن الزولو يشتهرون بملابسهم الزاهية، حيث يزينون رؤوسهم بالريش والفراء. الرجال يرتدون جلد الماعز على أذرعهم وساقيهم، بينما ترتدي النساء ملابس تقليدية مصنوعة من جلد الماعز أو البقر. النساء غير المتزوجات يرتدين سلاسل من الخرز لتغطية الجزء العلوي من أجسادهن، في حين ترتدي المتزوجات قمصاناً.
الزراعة وتربية الماشية
يعتمد اقتصاد الزولو الريفي على تربية الماشية والزراعة. يتكون غذاؤهم الرئيسي من لحوم البقر والمنتجات الزراعية إلى جانب الفواكه والخضروات. تناول الطعام من نفس الإناء يعتبر علامة على الصداقة والتعاون، وهو درس يتعلمه الأطفال في سن مبكرة عبر مشاركة الطعام.
الغناء والرقص كجزء من حياتهم
الغناء والرقص جزء لا يتجزأ من حياة الزولو، حيث تُعزز هذه الأنشطة الوحدة في المناسبات المختلفة مثل الولادات وحفلات الزفاف والجنازات. يشمل فولكلور الزولو رواية القصص، وقصائد المديح، والأمثال التي تفسر تاريخ الزولو وتعلم الدروس الأخلاقية.
الحياة بعد الموت
يؤمن الزولو بوجود كائن أعلى والحياة بعد الموت، بالإضافة إلى أن أرواح الأجداد تلعب دوراً كبيراً في حياتهم. الساحرة أو الكاهنة “أيسانجوما” تعتبر الطبيبة الروحية وتحظى باحترام كبير. يعتمد العلاج الشعبي لديهم على مكونات عشبية وحيوانية موروثة، ويستخدمونها لعلاج الأمراض التي يُعتقد أنها نتيجة سحر.
والجدير بالذكر أن قبائل الزولو تشتهر بصناعة الفخار، حيث تقوم النساء والأطفال بنسج الحصير للاستخدام اليومي، كما يتم صنع السلال للأغراض المنزلية. يقوم الرجال بنحت الأدوات المنزلية وزخارف الخشب والعظام. تُستخدم الخرزات كوسيلة للتواصل بين الأفراد، حيث تحمل تركيباتها رسائل معينة دون الحاجة إلى التعبير المباشر.