الرائد محمد زرد.. بطل اقتحام النقطة الحصينة 149 واستشهد من أجل الوطن
شيماء طه
الرائد محمد محمد زرد هو أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وذكرى إستشهاده تظل حية كرمز للفداء والتضحية من أجل الوطن.
لقد تميز بشجاعته وإصراره على المشاركة في معركة الكرامة، رغم إصابته التي كادت أن تبعده عن الوحدات المقاتلة، إن إرادته الفولاذية جعلته يعود إلى ساحات القتال بعد فترة من العلاج، ليقود هجومًا حاسمًا على النقطة الحصينة 149 التابعة للعدو الإسرائيلي.
عمل الرائد زرد في البداية ضمن القوات المصرية المشاركة في حرب اليمن بعد تخرجه من الكلية الحربية في عام 1966، وتعرض لإصابة في عظام فخذه هناك .
تلك الاصابة التي كانت سببًا في إستصدار قرار من قيادة القوات المسلحة بابعاده من الوحدات العسكرية المقاتلة، وإسناد مهمة أخرى اليه وهى التدريس بمدرسة المشاة وهناك أدى عمله على أكمل وجه .
ناشد البطل القيادة بالسماح له بالعودة إلى التشكيلات المقاتلة ، للمشاركة فى الإستعداد لمعركة الثأر والكرامة المرتقبة .
وتمكن بعد إصرار طويل من العودة إلى وحدات الجيش الثالث الميداني للمشاركة في الاستعدادات لحرب أكتوبر 1973.
خلال المعركة، قاد الرائد محمد زرد سريته في عملية اقتحام النقطة الحصينة 149، وهي من أعقد العمليات التي تطلبت شجاعة استثنائية. في لحظة حاسمة، قام بالزحف والاقتراب من النقطة المعادية بمفرده، ونجح في تدمير مواقع الرشاشات الإسرائيلية بعد أن ضحى بنفسه بإلقاء قنابل يدوية على المزاغل.
أصيب بجروح قاتلة بعد أن تلقى دفعة من الرشاشات الإسرائيلية في بطنه، ولكنه بقى صامدًا حتى اللحظة الأخيرة، وطلب من جنوده إكمال المهمة فوق جسده .
استشهد الرائد محمد زرد في مستشفى السويس، بعد أن بذل الأطباء قصارى جهدهم لإنقاذه، ليرتقي شهيدًا ويترك خلفه إرثًا من الشجاعة والفداء.
حصل على العديد من الأوسمة والأنواط، أبرزها وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، وهو أعلى وسام عسكري في مصر، تقديرًا لتضحيته وبطولاته في معركة أكتوبر .
رحم الله الشهيد محمد زرد، وجعل تضحياته درسًا خالدًا في حب الوطن والدفاع عنه بكل غالٍ ونفيس .