التصعيد الإسرائيلي في الشرق الأوسط.. مخاطر توسع الصراع وتداعياته على الأمن القومي العربي
أسماء صبحي
تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا ملحوظًا في الصراعات، حيث تشتعل عدة بؤر متفرقة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر. ففي غزة، يدخل الاحتلال عامه الثاني من حرب وحشية أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وإصابة قرابة مائة ألف آخرين. وإلى جانب ذلك، بات لبنان مسرحًا جديدًا للعدوان الإسرائيلي، حيث شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية. ثم تصاعد الأمر إلى اجتياح بري أعلن عنه منذ أيام قليلة، عقب هجمات سيبرانية استهدفت لبنان قبل أسبوعين.
ولم يتوقف التصعيد الإسرائيلي عند غزة ولبنان، بل امتد إلى اليمن وسوريا، حيث استهدفت غارات إسرائيلية مناطق في اليمن، منها ميناء الحديدة. كما تعرضت سوريا لقصف جوي استهدف عدة مواقع. وهذه الهجمات المتزايدة تُنذر بمخاطر كارثية على أمن واستقرار الشرق الأوسط.
التحذير المصري من التصعيد
في هذا السياق، شددت الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، ورفض أي انتهاكات لسيادته. كما حذرت مصر من تداعيات التصعيد العسكري، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل بجدية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة. باعتباره مفتاحًا لاستعادة الاستقرار في المنطقة ودفع عملية السلام نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
سيناريوهات التصعيد الإسرائيلي
ومن جهته، أوضح الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن التصعيد الإسرائيلي هو جزء من خطة إسرائيلية أوسع بدأت منذ عامي 2018 و2019، وتهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة وفقًا لمصالح إسرائيل.
وأشار إلى أن هذه الخطة تسعى لتوسيع نفوذ الاحتلال في عدة دول بالمنطقة، مستغلة الدعم الأمريكي والغربي. كما أكد أن إسرائيل تستخدم استراتيجيات متنوعة، منها الهجمات السيبرانية والاغتيالات المستهدفة، مثل اغتيال قيادات بارزة من حركتي حماس وحزب الله.
وأضاف الشيمي، أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على مجموعة من الجرائم الحربية، مثل اجتياح قطاع غزة وجنوب لبنان، في ظل غياب ردود فعل قوية من دول المنطقة. ورغم بعض التحركات الإيرانية، مثل الهجمات المحدودة ضد إسرائيل، إلا أنها لم تصل إلى حد تهديد العمق الإسرائيلي.
توسعة الصراع في المنطقة
فيما يرى الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن إسرائيل تسعى لتوسيع نطاق الصراع في المنطقة، بدءًا من غزة وصولًا إلى لبنان، مع محاولات مستمرة لاستفزاز إيران.
وأشار إسماعيل إلى أن هذه التحركات الإسرائيلية تخدم مصالحها في المنطقة، حيث تفتح أبواب الصراع وتستفيد من حالة الفوضى، لا سيما مع استهداف قيادات بارزة مثل إسماعيل هنية وحسن نصر الله.
وأكد إسماعيل، أن استمرار هذا التصعيد سيؤدي إلى مزيد من التوترات في المنطق. مما يعزز احتمالية توسع الصراع إلى دول عربية أخرى، ويزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط.