بنو أمية: سادة التجارة وصناع الأمجاد في التاريخ الإسلامي
قبيلة بني أمية، واحدة من أعظم قبائل العرب، لعبت دورًا محوريًا في تشكيل التاريخ العربي والإسلامي. فقد ارتبطت ببني هاشم بروابط قربى، إذ كانا من قريش، وتفوقت في مجالات التجارة والسياسة.
تاريخ قبيلة بني أمية
أسس أميّة بن عبد شمس العشيرة، حيث كان تاجرًا بارعًا وجمع ثروة هائلة. ثم جاء أبو سفيان بن حرب بن أميّة ليقود العشيرة، ويوسع تجارتها إلى بلاد الشام، مما عزز من نفوذ بني أمية التجاري والسياسي.
بعد فتح مكة، اعتنق أبو سفيان الإسلام، ليصبح ابنه معاوية كاتبًا للنبي صلى الله عليه وسلم. ومع مرور الوقت، أبرز أبناء بني أمية في التاريخ الإسلامي كانوا الخليفة عثمان بن عفان، الذي تولى الخلافة عام 643م بعد عمر بن الخطاب، واستكمل الفتوحات التي بدأت قبله، مُحققًا انتصارات في أذربيجان وخراسان وأرمينيا وإفريقيا.
ومعاوية بن أبي سفيان كان أبرز أبناء بني أمية، حيث أسس الدولة الأموية في بلاد الشام. كما يُذكر الخليفة عمر بن عبد العزيز بن مروان، المعروف بعدله وزهده، وعبد الملك بن مروان، الذي رسّخ أركان الدولة الأموية ووجه جيشه بقيادة الحجاج بن يوسف لمواجهة عبد الله بن الزبير في الحجاز. وبعده، وسع الوليد بن عبد الملك حدود الدولة الأموية شرقًا إلى الهند وحدود الصين، وغربًا إلى الأندلس وإفريقيا بقيادة طارق بن زياد.
مع سقوط الدولة الأموية في دمشق، فر عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس، مؤسسًا دولة أموية جديدة استمرت حتى عام 1492م، مُرسخًا بذلك إرث بني أمية في التاريخ الإسلامي.