خبير أثري يكشف مكان مقبرة الإسكندر الأكبر.. وسر اختطاف جثته
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الإسكندر الأكبر، الملك المقدوني الشاب، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 356 ق. م، وتولى العرش وهو في سن العشرين من عمره، وعلى الرغم من صغر سنه، استطاع في فترة وجيزة من 12 عاما فقط أن يحقق إنجازات كبيرة، فقد غزا واحدة من أكبر الإمبراطوريات في العالم القديم، ورغم موته المبكر في الثانية والثلاثين من عمره، لا يزال الإسكندر الأكبر محور اهتمام الكثير من الباحثين حول العالم الذين يحاولون كشف مكان مقبرته التي لم يتم تحديدها حتى الآن.
وفاة الإسكندر الأكبر
عند وفاة الإسكندر الأكبر في بابل عام 323 قبل الميلاد، طالبت أسرته بدفنه في موطنه الأصلي مقدونيا. ولكن وفقا لكتاب “قبر الإسكندر الأكبر” للعالم البريطاني نيكولاس ساندرز، كان هناك موقعان مرشحان لدفن الإسكندر: إيجة وواحة سيوة. في النهاية، اختار بيرديكاس إيجة عام 321 قبل الميلاد كمكان لدفن الإسكندر الأكبر.
اختطاف جثة الإسكندر الأكبر
لقد قام بطليموس الأول، مؤسس مملكة البطالمة، باختطاف جسد الإسكندر الأكبر أثناء نقله إلى مدينة إيجة. وفقًا لما ذكره المؤرخان باوسانياس وباريان، تم دفن جسد الإسكندر أولاً في مدينة ممفيس، ثم في وقت لاحق – في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد أو بداية القرن الثالث قبل الميلاد – تم نقل الجسد من ممفيس إلى مدينة الإسكندرية، حيث تم إعادة دفنه، ولكن لا يزال موقع المقبرة غير معروف حتى الآن.
في الآونة الأخيرة، أثارت المؤرخة هيلين جليكاتزي أرفايلر من جامعة السوربون ادعاءً مفاده أن قبر الإسكندر الأكبر الأكثر أهمية قد يكون موجودًا في مدينة فيرجينا باليونان، وفقًا لما ذكره موقع جريك ريبورت.
وزعمت أرفايلر أن القبر الذي اكتشفه مانوليس أندرونيكوس والذي تم تحديده على أنه لفيليب الثاني المقدوني هو في الواقع قبر الإسكندر، وهذا ينفي الرأي السائد بأن مقبرة الإسكندر موجودة في مدينة الإسكندرية.
مقبرة الإسكندر الأكبر في مصر
وعلى الرغم من هذه الادعاءات، يؤكد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن جميع الروايات التاريخية تشير إلى وجود قبر الإسكندر الأكبر في مصر، ولا توجد أي إشارات إلى وصول الجثمان إلى اليونان.
والجدير بالإشارة أن الخبير الأثري “الدكتور ريحان”، يعتمد على دراسة هامة للباحثة مى الرمسيسى عن قضية البحث عن قبر الإسكندر الأكبر استمدتها من كتاب الدكتور عزت قادوس “آثار الإسكندرية القديمة” تؤكد وجود قبر الإسكندر بمصر.
ولفت “ريحان”، إلى أن الإسكندر الأكبر توفى عن عمر يناهز 33 عامًا وفي اليوم التالى اجتمع قادته واقترح القائد برديكاس أحد قواد الإسكندر الأكبر وقد كان أقوى رجل في بابليون وله كلمة مسموعة وتزوج فيما بعد من كليوباترا المقدونية اخت الإسكندر على أن يتم تنصيب على العرش كلًا من أخيه فيليب اريدايوس الثالث وكان مختل عقليًا وابنه الإسكندر الرابع وكان مازال جنينًا عند وفاة والده.
وقد أقر القادة هذا الاقتراح وتم تعيين برديكاس وصيًا على العرش وعهد لأرهيدايوس أن يتولى تنظيم جنازة الإسكندر الأكبر، وبالفعل بعد أيام قلائل تم تحنيط جثمان الإسكندر ولكن تم تأخير الجنازة وقتًا طويلًا بعض الشيء فقد استغرق الأمر حوالى عامين حاولوا فيهما أن يستقروا على مكان الدفن فى مكان يليق بملك عظيم كالإسكندر وليست أى جنازة ينالها.
ويشار إلى أن الآراء قد تباينت بين أن يتم دفنه في “بدنا بايجاى” عاصمة مقدونيا السابقة مع العائلة المالكة، أو أن دفنه فى معبد أبيه آمون بسيوه. وقد كان واضحًا حب واحترام الإسكندر لآمون وحدث جدال فى ذلك واسع. وخاصة بعد أن ترددت أقوال أن البلد التى يدفن بها الإسكندر سيحل عليها الرخاء.
وأردف “ريحان”، بأن الكثير من الأقاويل ترددت وأغلبية الظن أن الإسكندر نفسه هو من طلب أن يتم دفنه فى معبد أبيه زيوس آمون في سيوه، ولكن كان كل حاكم من قواده يريد أن يدفن الإسكندر في البلد التى أخذها فهذا يضيف لحكمه شرعية.
جنازة إسكندر الأكبر
اتجهت “جنازة الإسكندر” بموكبها الفريد في عام 321 قبل الميلاد في طريقها من بابل إلى مقدونيا إلا أن قابلها بطلميوس فى سوريا. وكان قد تولى حكم مصر مبررًا ذلك برغبته أن يضيف على الموكب الجنائزى عظمة. إلا أنه بعد ذلك حصل على الجثمان وتوجه به إلى مصر وهذا ما أثار غضب برديكاس بشده، وفى حين لم يكن قد تم الانتهاء من بناء مدينة الإسكندرية أمر بطلميوس بدفن الإسكندر في ممفيس العاصمة حين ذاك فهى أفضل مكان لدفن الإسكندر لتكون مقبرته تحت رعاية ومعية بطليموس. عكس ما ستكون في سيوه نظرًا لبعدها في الصحراء ولكن لم يستمر الأمر هكذا طويلًا.
استخراج جثة الإسكندر الأكبر
ونوه “ريحان”، بأنه بعد بناء الإسكندرية أُمر باستخراج جثمان الإسكندر ونقله ليدفن بمدينته التى وضع ركيزتها وتم بناء قبرًا جديد له في وسط الإسكندرية القديمة. ولفت موقع مقبرته أنظار العالم أجمع فى ذلك الوقت وكان يزورها أدباء وعلماء ومفكرين وقادة حتى أباطرة الروم كانوا يزورون القبر تقديسًا للإسكندر الذى اعتبر إله. ومن الذين زاروا المقبرة كان يوليوس قيصر وأوغسطس وكاليوجولا وسبتميوس سفيروس وابنه كاراكالا، وذلك يؤكد وجود قبر الإسكندر الأكبر فى الإسكندرية المصرية وهذا ما أكده علماء تلك الفترة مثل استرابو والذى أشار إلى أن الإسكندر الأكبر قد دفن فى الحى الملكى.
والجدير بالذكر أن خبير الآثار الدكتور “زاهى حواس”، أكد على إن مقبرة الإسكندر الأكبر سيتم العثور عليها فى يوم من الأيام تحت المنازل القديمة فى مدينة الإسكندرية، والأدلة كلها تؤكد أن الإسكندر دفن هناك، وليس فى أى مكان آخر، وسيتم العثور عليها خلال أعمال الحفائر، أو عن طريق الصدفة.