شاعر الغزل والرومانسية: ابن الدمينة وقصته المثيرة
عبد الله بن عبيد الله، المعروف بابن الدمينة، هو أحد شعراء بني عامر، وابن الدمينة بنت حذيفة السلولية. يُكنى بأبي السرى. ويشتهر بدقته في المعاني ورقة أسلوبه في التشبيب. كان شعره محببًا لدى الناس في الصدر الأول، يستمتعون به ويتغنون بقصائده.
من هو ابن الدمينة
في كتاب “الأغاني” لأبي الفرج الأصفهاني، ورد أنه ينتمي إلى بني عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن حلف بن أفتل، وهو خثعم بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك. وهناك رواية تشير إلى أن أكلب هو ابن ربيعة بن نزار وليس ابن ربيعة بن عفرس، وأنهم حالفوا خثعم ونزلوا بينهم فنسبوا إليهم.
ابن الدمينة لم يكن فقط شاعرًا، بل كان أيضًا شخصية تتسم بالقوة والشجاعة. فقد بلغته أخبار عن رجل من أخواله من بني سلول يأتي لامرأته ليلاً، فقرر مواجهته وقتله، ثم قتل زوجته بعده. لم تمر هذه الحادثة دون عواقب، فقد تم اغتيال ابن الدمينة بعد ذلك من قبل قبيلة سلول.
وفقًا لما نقله علي بن سليمان الأخفش، فإن أبو سعيد السكري ذكر تفاصيل القصة عن محمد بن حبيب، عن أبي عبيدة وابن الأعرابي. وأكد الزبير بن بكار ما اتفقت عليه الروايات، مشيرًا إلى أن الرجل من بني سلول الذي كان يزور زوجة ابن الدمينة يدعى مزاحم بن عمرو، وكان اسم زوجته حمادة (أو حماء). انتشرت الأخبار عن لقاءاتهما، مما دفعه لمنعه من زيارتها، وتصاعدت الأمور حتى قتلهما.
إرث ابن الدمينة الأدبي والشخصي
يبقى عبد الله بن عبيد الله، شاعرًا خلدته قصائده وأحداث حياته المثيرة في ذاكرة الأدب العربي. تجمع قصائده بين الرقة والعذوبة، بينما تروي قصته الشخصية حكاية شجاعة ودراما إنسانية. هذه الحكاية تلقي الضوء على مجتمع كان الشعر فيه مرآةً للحياة بكل تناقضاتها وجمالها. إرثه يظل شاهدًا على قوة الشعر في التعبير عن مشاعر الإنسان وأحداث حياته، ويبقى رمزًا للأدب العربي الأصيل.