ما هي “طاسة الخضة” وكيفية استخدامها في طرد الشرور والجن؟.. خبير يجيب
أميرة جادو
تعتبر “طاسة الخضة” من الاشياء التي كانت تستخدم قديمًا في طرد الشرور والجن كما كان يشاع عنها، وهذا ما يدل عليه اسمها حيث يخبرك عن وظيفتها والتي تكمن في مساعدة المصابين بحالة رعب مفاجئ أو كما يطلق عليها “خضة” يفقده الاتزان النفسي، وأحيانا العقلي، ويصيبه بالمرض في أحيان أخرى.
وفي أغلب المواقف تجد المصريين يرددون عبارة “نجبلك طاسة الخضة” عندما يصاب أي شخص بالذعر أو الرعب، وهذا يثبت لنا أنها مقولة أصيلة يتم تداولها من زمن بعيد.
ما هي طاسة الخضة؟
وفي هذا الصدد، كشف خبير التراث، الدكتور “مصطفى جاد”، أن “طاسة الخضة” هي عبارة عن وعاء معدنى به ماء وقد جرى استخدامها فى حالات الخوف والمرض الشديد، مشيرًا إلى أنها تعرف في بلاد الشام، بـ “طاسة الروع” أو الرعبة فى الشام وهى وعاء معدنى صغير بداخله نصوص قرآنية أشهرها آية الكرسى والمعوذتين وبعض الزخارف كالنباتات والأشكال الأخرى.
كيف يتم تصنيع طاسة الخصة
ولفت “جاد”، إلى أن “طاسة الخضة” يتم تصنيعها عادة من المعدن والاغلى ثمنا منها تلك المصنوعة من “الفضة” وقد تم استخدمها في الطب العربي الشعبي وأصل هذا المعتقد، أى الاعتقاد الشرب من وعاء كتب به نصوص مقدسة للتداوى من الخوف، يعود إلى الحضارات القديمة فى بلاد ما بين النهرين، حيث وجد الأثريون أمثلة لها يسمونها بـ “الطاسة السحرية”.
استخدام طاسة الخضة
كما أوضح “خبير التراث”، أن “طاسة الخضة” يقتصر استخدامها على التداوى من الخوف والرعب، وإن كان أشهر استخدام لها حيث يعمد الناس، حين يصاب أحدهم بالخوف نتيجة لخبرِ أو حادثِ ما، إلى ملء الوعاء بالماء وسقيه إياه اعتقادا منهم بأن الماء الذى لامس الآيات والنصوص المقدسة سيهدئ من روع المصاب.
وأردف “خبير التراث”، قد يقومون أيضاً بترك الوعاء ليلاً، بسماء مقمرة، وعلى عتبة باب الدار، وإضافة سبع حباتٍ من التمر أحياناً لشرب الماء فى الصباح وهنا يظهر ارتباط طاسة الرعبة بالطَاس السحرى الأثرى وأسطورته فى بلاد ما بين الرافدين ومجمل الحضارات السالفة ببلاد الهلال الخصيب وبعلاقته بالإله سين رب القمر الأكادى والعربى الجنوبى وسلفه الإله نانار السومري.
استخدام الطاسة للاستحمام
علاوة على ذلك يستخدم البعض هذه “الطاسة” في الاستحمام، أما ما ذكر في الروايات التاريخية، فأن أهل الحجاز كانوا يستخدمونها أحياناً ماء زمزم كقيمة مضافة، وعلى الرغم من نهى بعض فقهاء الإسلام الحنابلة عن استخدامها، إلا انها لازالت شائعة بكثير في بعض الأماكن.