الدولة السلجوقية.. كيف أسست الدولة التركية
الدولة السلجوقية.. كيف أسست الدولة التركية
كتب – عمر محمد
كان لظهور السلاجقة على مسرح الأحداث فى المشرق العربي الإسلامي، أثر كبير فى تغيير الأوضاع السياسية ف تلك المنطقة التى كانت تتنازعها الخلافة العباسية السنيّة من جهة، والخلافة الفاطمية الشيعية من جهة ثانية.
وقد أسس السلاجقة دولة تركية كبيرة ظهرت فى القرن الخامس للهجرة -الحادي عشر الميلادي، لتشمل خراسان وما وراء النهر وإيران والعراق وبلاد الشام وآسيا الصغرى الأناضول.
وكانت مدينتا الري فى إيران ثم بغداد فى العراق مقرا للسلطنة السلجوقية، بينما قامت دويلات سلجوقية فى خراسان وما وراء النهر ( سلاجقة كرمان) وبلاد الشام (سلاجقة الشام) وآسيا الصغرى (سلاجقة الروم)،وكانت تتبع السلطان السلجوقي في إيران والعراق.
وقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية فى بغداد ونصروا مذهبها السنّي بعد أن أوشكت على الإنهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق ،والنفوذ العبيدي الفاطمي في مصر والشام .و قد وصل الأمر إلى خطف الخليفة العباسي و حبسه !! فقضى السلاجقة على النفوذالبويهي تاما وتصدوا للخلافة العبيدية الفاطمية.
لقد استطاع طغرل بك الزعيم السلجوقي أن يسقط الدولة البويهية فى عام 447هـ في بغداد وأن يقضي على الفتنة وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض أبو عبدالله الجلاب لغلوه فى الرفض.
لقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطرا على بغداد والخليفة العباسي فبعد أن أزال السلاجقة الدولة البويهية من بغداد ودخل سلطانهم طغرل بك إلى عاصمة الخلافة العباسية استقبله الخليفة العباسي القائم بأمر الله استقبالاً عظيما، وخلع عليه خلعة سنية، وأجلسه الى جواره، وأغدق عليه ألقاب التعظيم ، ومن جملتها أنه لقبه بالسلطان ركن الدين طغرل بك.
كما أصدر الخليفة العباسي أمره بأن ينقش اسم السلطان طغرلبك على العملة، ويذكر اسمه في الخطبة في مساجد بغداد وغيرها، مما زاد من شأن السلاجقة.
ومنذ ذلك الحين حل السلاجقة محل البويهيين في السيطرة على الأمر فى بغداد ، وتسيير الخليفة العباسي حسب إرادتهم.
كان طغرلبك يتمتع بشخصية قوية ، وذكاء حاد، وشجاعة، فائقة ، كما كان متدينا ورعا عادلاً، ولذلك وجد تأييدا كبيرا ومناصرة عظيمة من شعبه، وقد أعديشا قويا، وسعى لتوحيد كلمة السلاجقة الأتراك في دولة قوية.