المزيد

سبب تسمية حي سموحة..  حكاية يهودي عاش في الإسكندرية وبنى الحي والنادي

أميرة جادو

يعتبر حي سموحة من أشهر أحياء مدينة الإسكندرية والذي يستقطب السكان بالرغم من أنه لا يطل على البحر المتوسط، إلا أنه نظراً لما يتمتع به الحي من تنظيم جيد للشوارع، طرق واسعة ، وعمارات سكنية حديثة، حدائق واسعة بين العمارات السكنية والعديد من الخدمات الأخرى.

أصل تسمية منطقة سموحة

في سنه 1924 جففت بحيرة الحضرة والتي كان يطلق عليها “ملاحة رجب باشا” وهو جد السفير حسن رجب وقام بتجفيفها “جوزيف سموحة”، وهو يهودي عربي تعود أصوله إلى العراق، وعاش في مصر لأكثر من 30 سنة.

من هو جوزيف سموحة؟

ولد في بغداد بالعراق في الأول من يناير عام 1878، وفي 22 سبتمبر 1961 توفي في باريس، وما بين التاريخين سجل الرجل اسمه في تاريخ مصر من خلال أحد احياء مدينة الإسكندرية.

كان من أشهر تاجر الأقمشة، جاء “جوزيف” إلى المحروسة مع بدايات الحرب العالمية الثانية أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1923 كممثل عن الحكومة البريطانية في أمر ما، لكنه قرر البقاء في مصر، بل إنه ذهب شمالا إلى الإسكندرية، فأصبح عميد عائلة “سموحة” اليهودية، وبسبب نشاطه الاقتصادي والاجتماعي الموسع عرف بصداقة مع الملك فؤاد.

نشاطات سموحة في الاسكندرية

وفي عام 1924، انتشر الباعوض في مناطق بمدينة الإسكندرية، بسبب مظاهر التلوث علاوة على المستنقعات والبحيرات غير النظيفة، ومن هنا بدأت إنجازات “جوزيف” مع الحي الذي سيحمل اسمه، وذلك بعدما تولى مهمة تجفيف بحيرة “الحضرة” في المنطقة، ثم أخذ في تشييد حي حضاري جديد.

سبب تسمية حي سموحة

اقترح “جوزيف” على الملك فاروق أن يطلق على الحي اسم “فؤاد سيتي”، لكن الملك أصر على تسميته باسم صديقه اليهودي “سموحة”.

أقام “سموحة” في الحي العديد من المشاريع والخدمات، حيث أنشأ ناديا رياضيا بنفس الاسم، وما زال هذا النادي يحمل اسم “سموحة” إلى الآن. كما وجّه “جوزيف” بإنشاء شوارع مخططة ومساحات عامة وحدائق وملعبين للجولف والسباق، بخلاف مسجد للمسلمين وكنيسة للمسيحيين ومعبد لليهود.

خروج سموحة من مصر

بعد سقوط الملكية بقيام ثورة 23 يوليو 1952، ثم تصاعد الصراع العربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصا إبان العدوان الثلاثي عام 1956، زادت الضغوط على جوزيف سموحة وعائلته، فخرجوا من مصر بعد حوادث الاعتداء على اليهود والخلط بين من قرر منهم السفر إلى إسرائيل ومن فضل وطنه مصر على الدولة المزعومة.

تم الحجز على حي سموحة وتأميم كل منشآته، لكن قبل وفاته بفترة قصيرة رفعت أسرة “سموحة” دعوة للمطالبة بتعويضات من الحكومة المصرية على ممتلكاتهم في الحي، بما يقدر بـ35 مليون دولار، لكنهم حصلوا على جزء فقط من المبلغ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى