تاريخ قبيلة “هوزان” قبل وبعد الإسلام.. وعلاقتها بغزوة حنين وحروب الردة
أميرة جادو
تعد “هوزان” من أقدم القبائل العربية الموجودة من قبل الإسلام، وهي من القبائل الكبيرة التي تضم العديد من القبائل الأصغر، كقبيلة بنو سعد بن بكر بن هوازن بنو جشم أبناء معاوية بن بكر بن هوازن بنو ثقيف بن بكر بن هوازن بنو عامر بن سعسع.
نسب قبيلة هوزان
ويرجع نسبهم إلى بنو هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أعد بن أعدد بن سند بن يعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم .
أصل قبيلة هوزان
وبحسب ما جاء بالروايات الشعبية، فأن قبيلة “عتيبة” بشبه الجزيرة العربية يعود أصلها إلى “هوازن” وتتمركز في الحجاز وتشكل جزء من قبيلة قيسي الكبيرة، كما كانت تشكل القوة القيسية التي قاتلت قريش وكنانة في حرب الفجار في أواخر القرن السادس، علاوة على أن شأنها شأن القبائل الأخرى في الجاهلية، لم يكن يخلو تاريخها من النزاعات والحروب، فالقبيلة غالبا ما اشتبكت مع حاميها قبيلة الغطفان واحيانا تتشابك القبائل الصغرى من قبيلة هوازن.
لم يكن للقبيلة اتصال يذكر مع رسول الله – عليه الصلاة والسلام – وفي ذلك الوقت لم تكن قد احتكت مع المسلمين، أو تعاملت معهم حتى عام 630 عندما هزموا على يد النبي في غزوة حنين ، بعد المعركة, النبي عامل رئيس القبيلة مالك بن عوف النصري بشكل جيد، حيث كانت قبيلة هوازن من القبائل السباقة في ثورتها ضد الدين بعد وفاة النبي محمد في القرن السابع خلال حروب الردة.
تاريخ قبيلة هوازن
عصر ما قبل الإسلام
هي قبيلة من البدو الرحال انتقلوا بين مكة و المدينة، نشأت حوالي عام 550 بعد الميلاد، كانت قبيلة مرتبطة وتابعة ل بنو عبس من غطفان تحت قيادة الرئيس زهير بن جديمة، عندما قتل هذا الأخير على يد بنو عامر بن سعسع قبيلة هوازن انفصلت عن ولائها لقبيلة غطفان، حروب متقطعة حدثت في السنوات اللاحقة بين هوازن وبنو سليم من جهة وغطفان من جهة أخرى .
ويشار إلى أن، أن مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية و زوجها كانوا من قبيلة بنو سعد، جزء من قبيلة هوازن, فهي كانت تنتمي إلى تلك القبيلة.
العصر الإسلامي وقبيلة هوازن
كان هناك اتصال ضئيل بين القبيلة والنبي محمد– عليه الصلاة والسلام – القادم من قبيلة قريش، وعلاوة على تواصلهم مع بنو عامر بشكل كبير، وكان الاتصال الأكبر بين “هوازن” والرسول بعد دخول النبي – صلى الله عليه وسلم – الانتصاري إلى مكة، حيث سمع النبي أن مالك بن عوف من بنو نصر كان ينظم قوة من هوازن وثقيف قرب مكة وبهذا يهدد المدينة والمسلمين فجهز النبي جيشه ليواجه قوات مالك في غزوة حنين عام 630.
استطاعت قبيلة ثقيف الهروب إلى الطائف، خلال هذه المعركة، ولكن هوازن لم تستطع وتكبدت الكثير من الخسائر ولكن النبي اصلح الموقف بإعادته زوجة مالك وولده له وتقديمه الجمال كهدية، ولكن القبيلة كان عليها أن تدفع مقابل استرداد الأطفال والنساء، وبهذا استطاع النبي أن يقدم لنا موقفا بطوليا في التعامل مع الأزمات وفي القيادة حيث كسب بهذا العمل قلوب وإيمان هذه القبيلة.
غزوة حنين وعلاقتها بقبيلة هوازن
تعتبر غزوة حنين بداية الاتصال الأقوى الذي حدث بين القبيلة والرسول، حيث خافت القبائل من التطور السريع للإسلام وظنوا أنه إذا استمر الإسلام بالانتشار بنفس السرعة، فسوف يحاصروا من قبل المسلمين، ويجدوا نفسهم فاقدين للقوة ومجبرين حينها للإذعان لذاك النبي الجديد، لذلك ظن القواد أنه سيكون من غير المنطقي أن يتركوا المسلمين يصبحوا أقوياء فتفتك بهم قوة المسلمين لذلك قرروا أن يشنوا هجوما ضد المسلمين في مكة ويدمروهم. القبائل القائدة كانت هوازن، ثقيف، بنو سعد وبنو جاسم. وقد لاحظوا أن قريش استسلمت بسهولة ولم تقاوم فانتهى أمرها.
مهدت هزيمة القبيلة في غزوة حنين إلى انتشار الإسلام خارج حدود الجزيرة، وذلك بسبب حصارهم، كما أجبرت القبيلة على الاختيار بين استعادة المرأة التي أخذت أسيرة أو الملكية التي أخذت كغنيمة ولكنهم اختاروا المرأة.
حروب الردة و قبيلة هوازن
منح النبي أموال الزكاة من المسلمين إلى الفقراء والمساكين ويقضي حاجاتهم، وبعد وفاته، رفضت بعض القبائل تقديم أموال الزكاة و فسروا ذلك بان موت محمد كان بمثابة انفصالهم عن عهدهم وميثاقهم .
قاد هذه الحروب مسيلمة الذي زعم أنه النبي الجديد في أرض اليمامة وكان قد تلقى الدعم الأكبر من بنو حنيفة، في بزاخة في شمال الجزيرة العربية، ادعى طليحة رئيس بنو أسعد أيضا النبوة وتلقى الدعم من قبيلة بنو غطفان وهوازن، لذا قام أبو بكر الصديق بحروب الردة ليستعيد بذلك السيطرة على أراضي المسلمين.