“التحويطة” و”ضرب العريس بالكرباج”.. طقوس الزواج في الأقصر شكل تاني

أميرة جادو
تشتهر كل محافظة في الجمهورية بعاداتها وتقاليدها التي تميزها، ومن بين أبرز هذه التقاليد تلك المتعلقة بمراسم الزواج، والتي تختلف من منطقة لأخرى، حيث نجد منها ما هو طريف وما يثير الدهشة، وتعتبر مدينة الأقصر، كغيرها من المدن، تحتفظ بطابعها الخاص في هذه المناسبات، وتتفرد بمجموعة من العادات التي ما زال أهلها يحرصون على اتباعها.
زيارة الأضرحة واجبة قبل الزواج
كما يحرص العديد من سكان قرى الأقصر على التمسك بالكثير من العادات المتوارثة، ومنها قيام العروسين بزيارة الأضرحة والمشايخ في اليوم الذي يسبق الزفاف، وذلك بهدف التبرك والوقاية مما يعرف بـ”الربط”، وهو اعتقاد راسخ لدى البعض بوجود ممارسات سحرية قد تعيق العلاقة الزوجية.
وفي هذا الإطار، أكد محمد عبد الهادي سالم، أحد أهالي الأقصر، أن عادة زيارة الشيوخ قبل الزواج متوارثة منذ أزمان بعيدة، ويرجع سببها إلى الخوف من فشل الليلة الأولى من الزواج، بسبب ما يعتقد أنه “سحر الربط”، حيث يكون معناه بالنسبة للرجل عجزه عن مباشرة زوجته رغم سلامته الطبية، أما بالنسبة للمرأة، فيكون الربط حينما يظهر لها زوجها في صورة شيطان أو حيوان، مما يولد لديها شعورًا بالنفور منه.
“التحويطة” هى الحل
وأشار “عبد الهادي”، إلى أن العريس، بعد إتمام زيارة الأضرحة، يقوم بما يعرف بـ”التحويطة”، وهي طقس متبع يأخذ شكل عقد يصنع من خيوط تحتوي على بعض حبات الرصاص المستخدمة في شباك الصيد، وتكون باللون الأحمر، ثم تلبس في اليد اليمنى للعريس.
كما أن من التقاليد المتبعة أن يرتدي العريس ملابسه الداخلية بالمقلوب، ولا يصافح أي من الحضور إلا بعد إتمام هذه التحويطة.
فى ليلة الدخلة العريس يجب عليه الاستحمام بالحناء
وفي السياق ذاته، أوضح “عبد الهادي”، إن العريس يخضع في ليلة الدخلة، وتحديدًا بعد صلاة العصر، لطقس خاص يتم خلاله إعداد إناء كبير يحتوي على الحناء، وتضاف إليه مكونات مثل الليمون وماء الورد والماء، ثم يعجن الخليط جيدًا، وبعد ذلك، يجهز للعريس “دكة” ليجلس عليها مرتديًا جلبابًا أبيض، حيث يبدأ أصدقاؤه بسكب الحناء على رأسه وسائر أجزاء جسده، كل ذلك وسط أجواء احتفالية تصاحبها الأغاني الصعيدية.
أصحاب العريس يضربونه بالكرباج خلال عرسه
ولفت “عبد الهادي”، إلى أن منطقة نجع العرب تشتهر بطقوس زفاف غير مألوفة، حيث يحتفل الأهالي بالزفاف بطريقتهم الخاصة المتوارثة منذ عقود، في ليلة الحناء، يرقص العريس مع أصدقائه على إيقاع الأغاني النوبية، وهو أمر معتاد، لكن سرعان ما يبدأ الأصدقاء بسحب “كرباج” والبدء في ضرب العريس، الذي يشارك الحضور هذا الطقس بفرح وسرور، ثم يقوم العريس بدوره بضرب أصدقائه بالطريقة نفسها، ويستمر هذا التبادل في الضرب وسط أجواء من البهجة، حيث تتعالى الزغاريد وتقدم الأطعمة والمشروبات احتفالًا بهذه الليلة المميزة.



