حوارات و تقارير
دعم أوروبي ومصير مجهول.. آخر تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا
أسماء صبحي
دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها السابع وسط تصعيد عسكري من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أمر مؤخرًا بوضع قوات الردع العسكري في حالة تأهب، مما جعل الخوف يسيطر على الجميع.
تطويق العاصمة كييف
تواصل الدول الغربية دعمها لأوكرانيا إما عن طريق الامتدادات العسكرية أو المادية، كما قامت بمضاعفة فرض العقوبات على روسيا، والتي شملت إغلاق المجالات الجوية أمام حركة الطيران الروسي، وهو ما جعل بوتين في حالة استفزاز وزاد من العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وتستمر الضربات الروسية على المدن الأوكرانية مع دخول اليوم السابع للحرب، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها استولت على مدينة خيرسون بجنوبي أوكرانيا.
وتستمر المواجهات بين الجيشين الروسي والأوكراني في العديد من المدن بينها كييف وخاركيف، بجانب خيرسون التي أعلنت موسكو دخولها، لتدخل بذلك الحرب أسبوعها الأول وسط تنديد غربي ومخاوف من تداعيات حرب المدن على المدنيين.
ومع تزايد العقوبات الدولية على روسيا، يرتقب الجميع جولة مفاوضات جديدة، حيث أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إغلاق المجال الجوي للولايات المتحدة أمام الطائرات الروسية، والانضمام إلى حلفائه.
وتسعى القوات الروسية نحو تطويق مدينة كييف من الشمال والشمال الغربي، بحسب ما ذكرته هيئة الأركان الأوكرانية، فيما أعلنت الطوارئ عن سقوط قتيلين و16 جريحًا في غارة جوية روسية استهدفت مدينة زهيتومير.
وأكد الجيش الروسي استيلائه على مدينة خيرسون في جنوبي أوكرانيا، حيث قال الناطق باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف، في تصريحات تلفزيونية، إن قوات بلاده “سيطرت بشكل تام” على المدينة.
غلق المجال الجوي الأمريكي
ومن جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطابه السنوي حول حال الاتحاد أمام الكونجرس، أن واشنطن لن تنخرط في أي قتال ضد الروس، متابعًا: “القوات الأمريكية تحول دون تقدم موسكو غرباً نحو دول أوروبية أخرى”، كما أعلن فرض حظر على تحليق الطائرات الروسية في الأجواء الأمريكية.
وعلى صعيد آخر، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، إن بلاده تتلقى المزيد من الطائرات التركية من دون طيار، مضيفًا: “الغرب سيمد بلاده بمزيد من الصواريخ المضادة للدروع، وبلاده ستتلقى “صواريخ ستينجر” وجافلين من الخارج، بالإضافة إلى شحنة أخرى من طائرات مسيرة تركية”، كما تعهدت دول غربية عدة بتزويد أوكرانيا بالأسلحة لصد الاجتياح الروسي.
وتستخدم كييف حالياً طائرات مسيرة تركية ضد الانفصالين الموالين لروسيا منذ عام 202، واعتبر حينها تغيير في قواعد اللعبة في الصراع المستمر منذ سنوات في إقليم دونباس.
أما صواريخ “جافلين” التي تعرف بصائدة الدبابات، فقد بدأت الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا منها بدفعات كبيرة حتى قبل اندلاع الحرب، قبل أن تنضم إليها دول أخرى في ذلك.
مطالب بوقف الحرب الروسية
ومن جانبه، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال مع نظيره الأمريكي جو بايدن، بـ “إيقاف المعتدي” الروسي، “بأسرع وقت”، وقال في تغريدة: “تحدثت مع الرئيس الأمريكي يجب أن نوقف المعتدي بأسرع وقت”، وذلك خلال اليوم السادس للحرب الروسية على أوكرانيا.
وناقش الرئيسان خلال الاتصال العقوبات الغربية ضد روسيا، والمساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة ودول أخرى لأوكرانيا في مجال الدفاع، وفق زيلينسكي، كما قال البيت الأبيض إن “تأثير هذه العقوبات بدأ يظهر على الاقتصاد الروسي”، في حين تكثف روسيا هجومها على العاصمة كييف ومدينة خاركيف الثانية شرقي البلاد.
عزل روسيا
وقال وزير النقل الكندي عمر الغبرا، إن “كندا قررت إغلاق موانئها أمام السفن المملوكة لروسيا في وقت لاحق هذا الأسبوع، ردًا على الحرب الروسية على أوكرانيا”.
كما حظرت بريطانيا أي سفينة لها صلات روسية من دخول موانئها، في الوقت الذي تكثف فيه البلاد جهودها لعزل حكومة الرئيس فلاديمير بوتن بسبب حربها في أوكرانيا.
كما اتخذت كندا سلسلة إجراءات تشمل فرض عقوبات على الرئيس بوتين، وإغلاق المجال الجوي الكندي أمام الطائرات الروسية، ومنع المؤسسات المالية الكندية من التعامل مع البنك المركزي الروسي، في إطار تحركات الدول الغربية لعزل روسيا.
وقال الغبرا: “يجب محاسبة روسيا على غزوها لأوكرانيا، اليوم نحن نتخذ خطوات لإغلاق المياه والموانئ الكندية أمام السفن المملوكة أو المسجلة في روسيا، سنواصل اتخاذ إجراءات لدعم أوكرانيا”.
كما فرض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، حظرًا أيضا على واردات النفط الخام الروسي، وحث وزير النقل البريطاني غرانت شابس، البلدان الأخرى على منع السفن المرتبطة بروسيا من استخدام موانئها.
وقال شابس: “لقد أصبحنا للتو أول دولة تمرر قانونا يتضمن حظرا تاما لجميع السفن التي لها أي روابط روسية من دخول الموانئ البريطانية”.
وجاء هذا القرار بعد يوم من حث الوزيرة الأولى في أسكتلندا، نيكولا ستيرغن، شابس على منع ناقلة روسية من الرسو في جزر أوركني، حيث كان من المقرر أن تصل السفينة أمس.
وفرضت الدول الغربية عقوبات واسعة النطاق على الشركات والنخبة الروسية وحتى بوتين، في محاولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
استمرار العمليات العسكرية
وردا على عقوبات الدول الغربية، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن بلاده ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا “حتى تحقق أهدافها”، واعتبر أن الهدف الرئيسي لموسكو هو “حماية نفسها من التهديدات التي يصنعها الغرب”، مضيفا أن “روسيا لا تحتل الأراضي الأوكرانية”
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الثلاثاء، أنها استهدفت مواقع في العاصمة كيييف تابعة لجهاز الأمن الأوكراني ووحدة عمليات خاصة، لافتةً إلى أن الضربات تهدف إلى منع “هجمات المعلومات” على روسيا، وحثت القريبين من تلك المواقع على المغادرة.
قيما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيجور كوناشينكوف: “من أجل وقف الهجمات المعلوماتية ضد روسيا، ستُنفّذ ضربات بأسلحة عالية الدقة ضد البنى التحتية التكنولوجية لجهاز الأمن، وضدّ المركز الرئيسي لوحدة العمليات النفسية في كييف”، وأضاف: “ندعو سكان كييف الذين يعيشون قرب مراكز (أمنية) لمغادرة منازلهم”.
رد اوكرانيا
ومن جانبها، اتهمت السلطات الأوكرانية الجيش الروسي بشن ضربات على مناطق سكنية في عدة مدن بينها خاركيف (شرق) التي تشهد قتالًا عنيفًا، وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، أمس، عن مقتل ما يقرب من 6000 فرد من القوات الروسية في 6 أيام؛ منذ بدء الهجوم.
وطالب زيلنسكي بمزيد من دعم الاتحاد الأوروبي لانضمام بلاده إلى الكتلة؛ مؤكدا أنه لا يوجد وقت للوقوف على الحياد، كما شدد على طلبه من الأوروبيين أن “يثبتوا أنهم مع كييف ضد روسيا”، ذاكرا أن روسيا تستهدف الأطفال الأوكرانيين، وعليه ستكافح أوكرانيا من أجل حقوقها وحريتها ووجودها، وستواصل القتال من أجل ذلك، مشددًا على رغبة أوكرانيا أن تكون جزءًا من الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، إن روسيا تريد محو أوكرانيا وتاريخها.