قبائل و عائلات
“الهيمبا”.. أغرب قبائل العالم التي حاربت الألمان وتعرضت للإبادة
أسماء صبحي
قبيلة الهيمبا هي إحدى القبائل الرعوية الرحل، وتنحدر هذه القبيلة من شعب الهيريرو الذي هاجر من مناطق شرق إفريقيا إلى ناميبيا منذ مئات السنين، وتتمركز القبيلة حاليًا في شمال ناميبيا، وبالتحديد في منطقة كينيني الواقعة في صحراء أوكالند، وتتحدث أوجتي هيمبا وهي إحدى لهجات الهريرو.
ويبلغ تعداد قبيلة الهيمبا ما بين 40 إلى 50 ألف متناثرين كالبدو وفقًا لأحدث الإحصائيات، حيث ينتقلون من مكان إلى آخر بحثًا عن الطعام في مظاهر حياة بدائية.
حياة تقليدية
وبسبب الطبيعة الصحراوية القاسية وانعزالهم شبه التام لفترات طويلة عن العالم فقد حافظ أفراد القبيلة على طريقة حياتهم التقليدية القدمية، حيث لم ينفتحوا في السابق على الغرباء إلى أنهم تحولوا في السنوات الأخيرة مقصداً للسياح الوافدين من أنحاء العالم المختلفة.
وتعتمد قبيلة الهيمبا اعتماداً كلياً على الصيد البري وتربية قطعان المواشي، وبذلك احتفظت حتى وقتنا الحالي بالبدائية والقدم، وهم متمسكون إلى اليوم بتراثهم التقليدي الغريب و عادات أجدادهم الأوائل، حتى بعد حروبهم مع الألمان وتعرضهم للإبادة حتى أن الألمان قد أطلقوا عليهم الهيمبا القاتلة، ثم بعد ذلك تعرضوا للقحط الشديد بسبب قلة الأمطار وهلاك الماشية، لكن منذ عام 1990 بدأت قبيلة الهيمبا بالعودة إلى أرضهم التاريخية القديمة.
المرأة الملكة
وتلعب نساء قبيلة الهيمبا دوراً أكبر مما يقوم به الرجال، فتربية المواشي وحلبها وإحضار الماء من الأنهار للقرية من شأن النساء، كذلك جلب الحطب، وبعض الصناعات اليدوية، وبناء المنازل، وتربية الأطفال، من اختصاص النساء،
ويعتقد أبناء القبيلة اعتقاداً راسخاً بأهمية النساء حتى أنهم إذا وصلت البنت إلى عمر ١٣ عاماً قاموا بالاحتفالات الصاخبة و تؤخذ الفتاة إلى المكان المقدس بالقبيلة والمخصص للشعائر الدينية التي يؤمنون بها، وتبقى هناك جالسة في حماية الأجداد حتى قدوم رفيقاتها وقريباتها إليها.
وعندما يقترب موعد ولادة المرأة تقوم بمغادرة القرية برفقة امرأتين لتلد في الخارج، ومن ثم تعود مع مولودها لتبدأ عندها احتفالات الوضع.
أين الرجال
لا يوجد الكثير من الرجال في القبيلة، حيث أن الموجود قليل جداً، فجزء منهم يتواجد في الحانات يشربون الخمر أو يذهبون إلى المدن، والرجل لا يكتفي أبداً بزوجة واحدة وإنما له عدة زوجات والكثير من الأطفال.
عادات
ولا يرتدي أبناء قبيله الهيميا سوى القليل جداً من الثياب على أجسادهم، فالمنطقة العليا من الجسد (البطن والصدر)، تكون عارية تماماً عند الذكور والإناث على حد سواء، أما المنطقة السفلية فيتم تغطيتها فقط بتنورة قصيرة جداً مصنوعة من جلد الماعز.
وعن الزينة، فتتزين النساء ببعض الإكسسوارات التي يصنعنها بأنفسهن سواءً من العظام أو النحاس أو جلود الحيوانات، يضعونها في رقابهم وأيديهم، كما أنهن يضعن خلخالاً في أسفل القدم للحماية من لدغات الحشرات السامة، وعندما تزوج الأم إحدى بناتها فإنها تزيل الخلخال الموضوع في القدم اليسرى لمدة عام، حتى تفهم بقية القبيلة أنها أم لزوجة جديدة ويجب زيارتها ومباركتها.