«البرقع» و« القنعة».. تعرف على ملابس المرأة البدوية
أميرة جادو
يعد الثوب البدوي للمرأة البدوية سمة من أهم سمات القبائل البدوية، والتي يمكن من خلاله تحديد القبيلة التي تنتمي إليها حسب شكل هذا الثوب، فهو من مفردات التراث البدوي الأصيل.
الثوب البدوي
ترتدي النساء الثوب أبو أردان، يشترونه مصبوغًا أزرق، ثم يغمِّقون لونه بصبغة من جذور النبات، ويلففن بحزام من شعر أسود أو أبيض حول الخصر ثلاث لفات ويحكنه في البادية، ويمكن أن يرتدون فوقه «السفيفة» حزامًا تتدلى منه شراريب عن الجنب الأيمن إلى حد الركبة، ويرتدون النعال أو الأحذية الحمراء في أرجلهن، ولبسهن للأحذية قليل.
الشعر
أما بالنسبة لشعرهن، فالمرأة البدوية في التيه والعريش يضفرن شعورهن ضفائر يرخينها على الكتفين، وأمَّا في الطورة فإنهن يضفرنَ شعور رءوسهن ضفيرة واحدة بارزة فوق جباههن، وتدعى عندهم «بالقبلة»، وقد يعلقن في رأس القبلة خرزة زرقاء؛ لرد العين الشريرة، ويرخين على الصدر ضفيرة من كل صدغ، وفي ذلك تغنَّى شاعرهم فقال:
حبَّة عشيري سُكَّر ومنقَّعه بالدلَّه
والجدلة حوف الراية على النهد منهلَّه
قِبلة عشيري سمرا بين الحواجب ظلَّه
البرقع
وهنَّ يتبرقعن ببرقع كثيف يغطي الوجه كله، فلا يبقى ظاهرًا منه إلَّا العينان،
«الوقاة»، وهي قطعة من نسيج قطني أسود اللون، مطرزة بخيوط حريرية، مختلفة الألوان تغطي الرأس والأذنين، وتعقد بشريطتين تحت الذقن.
«البرقع بالذات»، وهو قطعة مربعة مستطيلة من كريشة حمراء أو صفراء أو بيضاء، مطرزة بخيوط حريرية ومزَّينة بقطع صغيرة من النحاس أو الفضة أو الذهب، مرصوصة صفوفًا عن جانبيه وأسفله، يغطي الوجه من الأنف إلى ما تحت الذقن، وقد يصل إلى الحزام.
«الجبهة»، وهي قطعة من نسيج البرقع، تلبس على الجبهة فتغطيها، وقد جعل لها حلقتان من الجنبين، في كل جنب حلقة، يتدلى منهما على الصدغين والكتف سلاسل من قطع النقود القديمة أو الودع، تدعى الواحدة منها «شكة».
ثم يعقد بكل حلقة شريطتان، شريطة تتدلى إلى أسفل تربطها بالبرقع، وشريطة ترَدّ إلى الوراء وتشد برفيقتها في مؤخر الرأس، فتثبت البرقع والوقاة معًا، ويتدلى من وسط الجبهة شريطة أخرى تجيء فوق الأنف فتشد البرقع من الوسط، وبذلك أشبه برقع البدويات الشجرة التي تعلق بها الخرق تبركًا، ولعله أقبح لبس للرأس استنبطه البشر إلى اليوم، والظاهر أنَّ القصد الأول من اختياره على هذا الشكل هو وقاية الوجه من لذع الشمس، ثم أضيفت إليه سلاسل الخرز والنقود للزينة.
القنعة
ترتدي المرأة البدوية فوق البرقع وشاحًا أسود اللون يدعى «القنعة» يغطي الرأس والظهر، ويتلثمن به عند مقابلة الرجال.
الحلى
وهنَّ يعلقن في أعناقهن عقودًا من الخرز والسوميت والفضة، ويتختمن كالرجال بخواتم ضخمة من الفضة أو القصدير، ويلبسن أساور الفضة في أرساغهن، وأساور الزجاج في زنودهن، وحجول الفضة في أرجلهن، وهن لا يثقبن آذانهن، بل يثقبن أنوفهن من جهة واحدة، ويلبسن فيها الأشناف من فضة أو ذهب، أمَّا نساء المدن فإنهن يثقبن آذانهن ويلبسن فيها الأقراط كنساء الحضر.
الوشم
كل نساء البدو سيناء مغرمات بالوشم. فيشمن الشفة السفلى، وظاهر اليدين من ظهر الكف إلى المعصم إلى الكوع. وقد يشمن الخد بدقة كرجل الطير، ورجال البادية تحب الوشم وتتغزل به. التقى فارس بدوي ببدوية فعلق بها قلبه فأنشدته:
ولد يا راعي الشقرا بتتلفت علامك
إن كان تريد الضيفة أَرْع العرب قدامك
فأجابها:
والله ما أريد الضيفة ودِّي خضار وشامك