العلاقة بين علم التاريخ وعلم الأنساب ..!!
العلاقة بين علم التاريخ وعلم الأنساب ..!!
———————–
علم التاريخ هو العلم الذي يدرس الأحداث الماضية من أجل فهم الحاضر وبناء المستقبل ..
وعلم الأنساب هو علم ثقافي تاريخي يدرس تسلسل الأنساب وتفرعها في ماضيها وحاضرها بهدف التقرب وتنظيم العلاقات الإنسانية والإجتماعية بين القبائل والشعوب
وعلى هذا فإن علم الأنساب هو أحد جوانب علم التاريخ والاجتماع فهو يقع في نفس مجموعة العلوم الانسانية والاجتماعية ..
ويقتضي لباحث علم الأنساب اعتماد مناهج البحث المعتمدة في علم التاريخ والاجتماع ولذا فمن أول مصادر التاريخ الكتب السماوية
والتاريخ الإسلامي أول مصادره القرآن الكريم والسيرة النبوية وما بينهما من فقهٍ وتفسير وعلوم الحديث وسير الصحابة والتابعين .. وقد قال الأستاذ أكرم العمري في كتابه (عصر الخلافة الراشدة – محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين ) عن علم الأنساب :
هو علمٌ عرفه المسلمون عن العصر الجاهلي لكنهم جمعوه ودونوه .. فضلاً عن شيوعه بينهم . وقد استمر الاهتمام بالأنساب في عصر السيرة و الراشدين لضرورات دينيةٍ واجتماعية وعسكرية وإدارية .. وفي الوقت الذي حرم الإسلام العصبية القبلية والتفاخر بالأنساب فإن للأنساب أهميتها في تطبيق أحكام الأحوال الشخصية من زواج وميراث ..
وفي معرفة أنساب المحدثين لتمييز رواة الحديث وفي توزيع العطاء وفي التنظيم العسكري .. حيث كانت القبيلة وحدة مقاتلة كما أنها كانت أساس التنظيم الاجتماعي والإداري في الأمصار .. ويمكن أن نعتبر ديوان الجند في خلافة عمر رضي الله عنه أول تدوين شامل للأنساب . وقد صح أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمر بتعلم الأنساب فقال : (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم)
وقد ذكر الجاحظ أربعة عشر مُؤلِفاً صنفوا كُتُباً في الأنساب معظمهم عاش قبيل الإسلام أو وقت ظهوره وقد اشتهر بعض الصحابة بمعرفة علم النسب .. كان منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه .. وقد كلف الخليفة عمر بن الخطاب ثلاثة من نسابي قريش وهم جبير بن مطعم وعقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل رضي الله عنهم بعمل جدول بالأنساب .
وكان عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه ” عالماً بأنساب قريش ومآثرها ومثالبها وكان الناس يأخذون ذلك عنه بمسجد المدينة ” وكذلك اشتهر حكيم بن حزام الأسدي رضي الله عنه بعلمه بأنساب قريش وأخبارها .
————————–
(عصر الخلافة الراشدة – محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين) ،
” أكرم بن ضياء العمري ص315 ”
عبدالعزيز القاضي