وطنيات

الربان عمر عز الدين.. أحد أبطال لواء الوحدات الخاصة البحرية في حرب أكتوبر

أسماء صبحي

شارك الربان عمر عز الدين، في أربع عمليات لتدمير الميناء الإسرائيلي “إيلات” كأول عملية لضدفع بشري في مصر أبهرت العالم وقتها وأصابت العدو الإسرائيلي بالرعب، كما شارك في تدمير حفار يوم 7 أكتوبر بمنطقة بلاعيم.

التحاقه بسلاح الضفادع البشرية

ولد الربان عمر عز الدين، بمدينة طنطا عام 1946، والتحق بالكلية البحرية وتخرج منها عام1965 قبل أن ينضم لسلاح الضفادع البشرية ليتلقى التدريبات بشواطئ مدينة الإسكندرية، وكانت نكسة 1967 بمثابة الشرارة التي أوقدت بقلوب الأبطال ليصروا على تكبيد العدو الخسائر الفادحة في عقر داره من خلال عمليات خاصة يقوم بها الأبطال يشهد لها التاريخ.

وعقب نكسة 67 وحالة الإحباط التي كانت تسيطر على القوات المسلحة المصرية عقب الهزيمة النكراء التي تعرضت لها في سيناء، كان في وقتها ما زال الربان عمر عز الدين ضابطاً صغيراً بالقوات البحرية، وكانت الثقة في الله والنصر هما المحرك لهم لاستعادة الكرامة المصرية، باستعادة القطعة الأغلى بقلوب المصريين.

وانت التدريبات التي تواصلت على مدى سنوات بثمارها عندما قررت القيادة ضرب العدو الصهيوني في عقر داره في الميناء الذي تخرج منه السفن الإسرائيلية لتنفيذ العمليات بسيناء ثم تعود مرة أخرى إليه.

تدمير الميناء الإسرائيلي

وفي أوائل عام 1968، بدأت القوات الإسرائيلية عمليات الإغارة على سواحل البحر الأحمر في النقط المعزولة والتي كان يتم نقلها عبر السفينتين “بيت شيفع” و”بات يم” في حماية قواتها الجوية، حيث تمكنت من الإغارة على السواحل المصرية في 8 سبتمبر 1968 ونجحت في ضرب 7 دبابات وثلاث عربات مدرعة من القوات المصرية، ما جعل الأمر حتميا أن يتم تدمير هاتين السفينتين.

ودمر الميناء الإسرائيلي في أربع مراحل متفرقة حتى تمكنوا من تدمير السفينتين والرصيف الحربي، الأولى كانت في 15 و 16 نوفمبر عام 1969 بعد أن توجهت قوات من الضفادع البشرية المصرية في ثلاث تشكيلات يضم كل تشكيل شخصين “2 ضفدع بشري” تمكنوا خلالها من تدمير السفينتين “داليا” و”هيدروما” بعدما لم يجدوا السفينتين المطلوبتين في الميناء، وأسفرت تلك العملية عن استشهاد الرقيب محمد فوزي البرقوقي.

أما العملية الثانية، فكانت في 5 و6 فبراير عام 1970 وكان الهدف منهما تفجير السفينتين “بيت شيفع وبات يم”، وبالفعل تحركت ثلاث مجموعات من الضفادع البشرية المصرية إلا أن “عز الدين” لم يحالفه الحظ ليكون ضمن صفوف هذه المجموعة، ونجحت العملية في تفجير السفينة بات يم وإلحاق خسائر فادحة بالسفينة بيت شيفع.

تفجير الرصيف البحري لميناء إيلات

أما العملية الثالثة، فكانت بعدما وردت أنباء عن إعادة إصلاح السفينة بيت شيفع وعودتها للعمل مرة أخرى، فكان الهدف هو الوصول إلى الميناء لاستطلاع الموقف وذلك من خلال الاختباء في حطام السفينة الغارقة “بات يم” وزرع ألغام في السفينة بيت شيفع نهارًا، وذلك على خلاف كل العمليات السابقة، بعد أن شددت القوات الإسرائيلية من احتياطاتها لعدم تكرار التفجيرات مرة أخرى.

وبالفعل تم تشكيل فريق من الملازم عمر عز الدين والرقيب علي أبو ريشة ولكن الأوضاع كانت حائلاً دون استكمال تلك العملية، ما دعاهم إلى إلغاء العملية والعودة.

أما الرابعة، فكانت في ذكرى ليلة اغتصاب فلسطين، على حد وصف “عز الدين”، وبالتحديد في 14 مايو 1970 وكان الهدف منها هو تفجير الرصيف البحري لميناء إيلات، وبالفعل نجحت العملية في تفجير الرصيف البحري بعد زرع الألغام، ما كبد العدو الإسرائيلي خسائر بشرية ومادية كبيرة.

تدمير أكبر حفار لاستخراج البترول

و في يوم 7 أكتوبر 73، شارك الربان عمر عز الدين في أكبر العمليات التي كبدت العدو الإسرائيلي الخسائر الفادحة بعد أن كانوا يتباهون بقوتهم العسكرية التي لا تقهر، حيث قام بمشاركة زملائه يوم السابع من أكتوبر بعد تسللهم إلى منطقة بلاعيم بشبه جزيرة سيناء، بتدمير أكبر حفار لاستخراج البترول والذي كان يسيطر عليه القوات الإسرائيلية قبل حرب أكتوبر وتستنزف البترول المصري لصالحها.

وخرج عز الدين بصحبة زملائه وزرعوا المتفجرات بقواعد الحفار الأكبر التابع لإحدى الشركات لتفجيره حتى لا تستفيد قوات الصهاينة بالبترول المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى