المزيد

صعاليك العرب (3)

صعاليك العرب (3)
#أَقيموا_بَني_أُمّي_صُدورَ_مَطِيَّكُم
——————————————————————–
🔴 هذه الفقرة مهمة جدا !!
—‐—–‐——‐——‐—–‐-‐—
أشرنا في الفقرة السابقة إلي أن أعداء العروبة و الإسلام قد تناولوا موضوع الصعاليك بالدراسة الغير محايدة و الغير علمية أيضا و ضللوا الناس …

و كان غرضهم من ذلك الطعن علي الفتوحات الإسلامية و التعريض برسول الإسلام صلي الله عليه و سلم و صحابته الكرام …

و هذا بعض كلام أحد المستغربين عن الصعاليك يدعى الحكيم ال …. و هو في الغالب نصراني و ليس بحكيم ! و نعتقد أنه ينقل مباشرة من كتب المستشرقين الحاقدين ؛ و الكلام ظاهر فيه الجهل و المغالطة و الحقد ؛ على سواء .

🔽وهذا بعض كلامه ❗
و نأسف لنشره هنا و لكن لابد مما ليس منه بد .. :

[كان الصعاليك في الجاهلية قد إنتشروا كالوباء المُعدي في كل الجزيرة العربية التي كانت بصورة عامة تُعاني من الفقر والجوع والتصحر وقلة الموارد وإستبداد السادة والقادة والموسرين فيها وإنتشار إستغلال الإنسان القوي للإنسان الضعيف بصورة غير عادلة ، وكل هذه الظروف القاسية ساعدت جداً على إنتشار الصعلكة كطريقة للحياة يضمن فيها الفقير والمنبوذ والمحروم لقمة عيشهِ بسيفه وغزواته ، وخاصة أن مجتمع الجزيرة العربية كان مجتمع بوادي وعوادي يعيش على الغزو والسلب والنهب والقسوة …. إلخ]

[… ولذلك أيضاً نرى أنه حين ظهر الإسلام ، إتصل رسول الإسلام محمد بن عبد الله بالصعاليك ، وأعطاهم ما كانوا يحلمون به من طريقة حياة وحقوق وإمتيازات ، وكانت رسالته وشروطه لهم : (( إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وصدقوا ، فيكون عبدهم حر ، ومولاهم محمد ، ومن كان منهم من قبيلة لا يُرد إليها لمعاقبته ، ومن كان فيهم من دمٍ أصابوه أو مالٍ أخذوه فهو لهم ، وما كان لهم من دَينٍ في الناس رُد لهم ، ولا ظلم عليهم ولا عدوان )) ( طبقات إبن سعد ) .
وهنا نرى أن محمداً قد ضرب عصفورين بحجر واحد كما في أغلب تدبيراته وسياسته ، فهو قد ضمنهم إلى جانبه وأمن شر قتالهم الذي كان سيكلفه الكثير الكثير فيما لو فكر في محاربتهم وإستئصال شأفتهم ، وبنفس الوقت عزز جيشه والموالين لهج بأحسن وأبسل وأشجع المقاتلين العرب قاطبةً يومذاك !.
والجدير بالذكر هنا هو أن أغلب عرب الجاهلية من الذين إلتحقوا بجيش محمد بن عبد الله يومذاك ، لم يلتحقوا به لأنه أعلن النبوة وبشر بالإسلام كدين جديد !، بل لأنهم كانوا جميعاً من رجال الصحراء والبوادي والمدن التي تحيط بها الصحارى ، أي كانوا على أخلاق الصعاليك ، بحيث جاءت سلوكيات الإسلام وحروبه ومغانمه وكأنها قد فًصِلَت لهم ، وهذا يقول لنا عن مدى ذكاء ومكر محمد .
أما هؤلاء الصعاليك الذين يشبهون وحدات وتنظيمات ( المرتزقة ) اليوم ، فأعتقد أن إنضمامهم لمحمد كان أسعد يوم في حياتهم ، لأنهم إستفادوا جداً من غزواته وتوسعاته والخيرات التي جاءت مع تلك الغزوات ، والتي لم يكن يحلم بها سيد أو عبد أو صعلوك في كل الجزيرة العربية ، فمحمد وفر لهم الغزو والنهب والسبي والقسوة والنساء والإماء والعبيد وتعدد الزوجات والخيرات والذهب والأراضي الخضراء في العراق ومصر والشام وغيرها ، وحتى في موتهم وهم يُدافعون عن أحلامه كان قد وعدهم بجنة لم يسبق أن وجدت لها فكرة إلا في رؤوس الحالمين ، ومنهم محمد بن عبد الله !… إلخ] ….. ………. …. (*1)

🔹 قاتلك الله ❗

🔹إنك لن تعرف ابدا قدر من تكلمت عنه و لا أقدار من تكلمت عنهم و لسوف نثبت غشك و افتراءك بإذن الله .
—————————————————————-
🔹أولا –

🔸جاء الاسلام ليجب ما قبله من ذنوب الناس فلا حكمة من محاسبة من جهل بأسباب تجريمه أو مبلغ عقابه دون أن يعلمها مسبقا .

🔸وليس الإسلام فحسب هو الدين أو الشريعة الوحيدة التي تقر هذا العرف بل كل شرائع و قوانين العالم تطبق هذه القاعدة عندما يحدث تغير جذري فى المجتمع في اعقاب الثورات و الحروب الكبرى و الكوارث فيصدر العفو الشامل وتسقط العقوبات !!

🔸وكان مما أسقط رسول الله صلي الله عليه و سلم عن كل الناس- وليس الصعاليك فحسب – :
✔هو ذنوبهم… وأهمها الشرك والسفاح و الخمر و الميسر ..إلخ

🔸وأسقط عنهم الدماء ( الثأر) ؛ والأموال التى أخذت بالصراع فى الجاهلية …

وكان أول ما أسقط يوم فتح مكة أملاك النبي(ص) وأمواله التى خلفها بمكة قبل الهجرة و قد دعاه المكيون لتسلم داره فقال لم تترك الهجرة لى دارا …❗

🔹وخطب (ص) فى حجة الوداع قائلا : ان دماء الجاهلية موضوعة وربا الجاهلية موضوع وأموال الجاهلية إلا ما كان على سبيل الأمانة فهو يرد لأصحابه !
(*موضوعة : يعني متروكة)

🔹 وهذا نص الخطبة الشريفة :

🌹 { أيها الناس : إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا .. في شهركم هذا في بلدكم هذا } …..

{ ألا هل بلَّغت ؟ اللهم اشهد ! } …..

{ فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى الذي ائتمنه عليها . وإن ربا الجاهلية موضوع،}….

{ وإن أول رباً أبدأ به ربا عمي العباس بن عبدالمطلب. وإن دماء الجاهلية موضوعة. وإن أول دمٍ نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب } ، …..

{وإن مآثر الجاهلية موضوعة، غير السدانة والسقاية ، والعمد قود، وشبه العمد: ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية } 🌹…. ….. ..(*2)

*******
🔴 لا تقل لي طبقات بن سعد فلن تنطلي علي هذه الحيلة ؟!

ولقد رجعنا إلى الجزء الأول من طبقات بن سعد باب: ذكر مكاتبات النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام ماكتب لناس من العرب و غيرهم .

وهو بالنسخة التي بأيدينا يمتد ثلاثين صفحة ٢٢٢ إلى ٢٥٢
وبه مئات المكاتبات لقبائل وبطون العرب ثم يبدأ بعده باب : ذكر وفادات العرب على رسول الله ويمتد ٦٠ صفحة حتى ص٣١٢ ط مكتبة الخانجي القاهرة تحقيق د. علي محمد عمر.

والواضح أنك عميت عن مئات الوفود من قبائل العرب وأشرافها الذين جاءوا ليعلنوا إسلامهم ؛ فاجتزأت ما كتبه ابن سعد عن جماعة صغيرة كانت تعتصم بجبل تهامة ؛ وليس كل من كانوا يسكنون تهامة من قبائل العرب الذين أفاض في ذكرهم وعدهم وذكر كيفية أسلامهم ووفادتهم و مكاتباتهم .

و النص الأصلي ص ٢٤١ :

“قالوا وكتب رسول -الله صلى الله عليه وسلم – لجماع كانوا في جبل تهامة, قد غصبوا المارة من كنانة ومزينة والحكم والقارة ومن اتبعهم من العبيد”، فلما ظهر رسول الله، وقوي أمره، وفد منهم وفد على النبي, فكتب لهم كتابًا جاء فيه: “هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لعباد الله العتقاء. إنهم إن آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، فعبدهم حر ومولاهم محمد, ومن كان منهم من قبيلة لم يرد إليها, وما كان فيهم من دم أصابوه أو مال أخذوه فهو لهم, وما كان لهم من دين في الناس رد إليهم، ولا ظلم عليهم ولا عدوان”

وقد ذكر ابن سعد في موضع سابق ص ٢٣٥ :

وكتب الرسول لقوم من “أهل تهامة”: بديل وبسر وسروات بني عمرو, ذكر فيه أنه لم يأثم مالهم، ولم يضع في جنبهم، ثم قال لهم: “وإن أكرم أهل تهامة علي وأقربهم رحمًا مني أنتم, ومن تبعكم من المطيبين”. ثم أخبرهم أن “علقمة بن علاثة” قد أسلم, وأسلم “ابنا هوذة وهاجرا وبايعا على من تبعهم من عكرمة” .

ويعلق د. جواد علي في كتابه : “المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام ” ص٧/٢٧٦ قائلا :

“ويظهر من مضمون هذا الكتاب, ومن بيان أهل الأخبار عن الذين كانوا قد اعتصموا في جبل تهامة، أنهم كانوا من الخارجين على الأعراف، ومن الرقيق الآبق، تجمعوا في هذا المكان المرتفع وتحصنوا وأخذوا يغتصبون منه المارة. وبقوا على ذلك حتى ظهر الإسلام على أعدائه، فوجدوا إذ ذاك أنهم لن يتمكنوا بعد ظهور الرسول من الاستمرار في التحرش بالمارة والتحرز بهذا الجبل، وأن ظروفًا جديدة فد ظهرت، ستؤمن لهم سبل العيش، وأن الرسول سيعفو عنهم ويغفر لهم ما وقع منهم قبل الإسلام، فجاءوا إليه وأسلموا عنده, وكتب لهم كتاب أمان بذلك. ”

ثم إنك توهم القارئ أن النبي اتصل بالصعاليك ليستعين بهم على الغزو !
👌 لا تضحكوا على الناس بهذا الهراء !! إن حياتكم كلها و مذاهبكم بنيت على فرية لا يقبلها العقل أصلا ولا تستحون منها .

*******
🔹ثانيا –

وكما ذكرت أنت أن من أسباب الصعلكة كان الظلم وعدم المساواة فقد نسيت أسبابا كانت هى الأهم وهى الثأر والدماء والكرامة خاصة ثأر المستضعفين من الأقوياء !

وليست الفاقة والتصحر كما قلت وإلا فممن كانوا سيسرقون إذا خلت الجزيرة من الخيرات وتحول كل العرب إلى صعاليك ؟

🔸عموما إن الإسلام بتعاليمه السمحة أزال أسباب الصعلكة وساوى بين الناس فى الكرامة والحقوق والواجبات وضمن للفقير حقه فى مال الغنى وحقه فى مال الدولة وضمن له الحماية وعقاب المسيئ مهما كان قويا ..

لا شك أن الصعلكة بمفهومها الجاهلي لم تستمر بعد ظهور الاسلام خاصة بعد أن جففت منابعها واسقطت التارات والدماء وتصالحت كل القبائل..

ما عدا ذلك فهو جرائم جد نادرة منعها تماما إقامة الحدود .
وان كنت جاهلا فاقرأ التاريخ لتعلم ذلك .
********
🔹ثالثا –

🔸جيوش المسلمين لم تعرف الصعلكة ولم تكن مرتزقة كما قلت إنما كانت من صفوة المجتمع المسلم فالخروج للجهاد كان يتوقف على مقدار الإيمان .

و لقد تسابق المسلمون الى الجهاد من عامة أشراف و أغنياء العرب فكانوا ينفقون كل أو معظم ما لديهم من أموال و أملاك في سبيل الله و ليس لنهب أموال الناس .

و إنما كان همهم إعلاء كلمة الله و هداية الناس إلي الحق و رفع الظلم عنهم الواقع عليهم من طواغيت الكفر و الشرك !!

🔸ولم تعرف جيوش المسلمين السلب والنهب ولا الاغتصاب والقتل بغير الحق للنساء والشيوخ والاطفال ولا لمن ألقى سلاحه .

بل من ألقى سلاحه فحسب يترك له ماله وعرضه وحياته بل ويلتزم المسلمون بحمايته من أعدائه فهذا المقصود بالذمة !!

وإن من عرف تلك الافعال على مر التاريخ هى جيوش النصارى سواء الرومان الكاثوليك أو البيزنطيين الأرثوذوكس من قبل ظهور الاسلام وإلى يومنا هذا…
استعبدوا سائر الناس واستكبروا فى الارض ونهبوا خيراتهم وعاثوا فيهم فسادا كبيرا ..

🔸إنظر كيف دخلت جيوش الصليبيين القدس فذبحوا كل من فيها بعد أن استسلم أهلها !!! ثمانون ألفا ذبحوا بغير حق !

ولما دخلها صلاح الدين أمن سائر أهلها وتركهم لشأنهم
فلم يرق قطرة دم !

هلا قرأت ما فعلتم على مر تاريخكم البغيض المملوء بالجرائم والظلم لكل البشر في الأندلس و الجزاير و إفريقية و الهند ؟ !
ملأتم الأرض ظلما و جورا و في كل مكان استعمرتموه ….

أم هل قرأت عن حكم القاضي المسلم الذي حكم لأهل بخاري أن يخرج المسلمون منها ويعيدوا إليهم ما وضعوا أيديهم عليه لأنهم أعلنوا أستسلامهم في آخر لحظات المقاومة وبعد أن دخلت جيوش المسلمين بلدهم !
فاندفع الناس من أهل بخاري كلهم يعلنون إسلامهم !
*********
🔹رابعا –

🔸أنك صورت الصعاليك بما يخالف حقيقتهم و يخالف حتى الطبيعة والمنطق !

إذا كان الصعلوك لا يهمه مع من يقاتل و يتصف بكل هذه الهمجية واللامبالاة التى وصفته بها حتى من لم يدرك الاسلام منهم …
فكيف لأناس كذلك أن ينظموا تلك الأشعار ؟! رغم كل ما يتطلبه ذلك من مشاعر مرهفة وإحساس بالكرامة ومعرفة بمكارم الأخلاق بل و بأرقي فنون الأدب ؟!!!

🔸ولنا أن نسألك لماذا رفض الشنفري أن ينشد عندما أحكموا وثاقه وقالوا له أنشدنا وقد أشرف على الهلاك ؟! فرفض قائلا لهم إنما النشيد علي المسرة ؟!
لقد رفض ذلك الإستخفاف و التسفيه له رغم ما هو فيه !!!

ولما قال له أحدهم أأطرفك يعني (أسمل عينك) قال كأن كنا نفعل !!! يعني كثيرا ما فعلت بكم ذلك و أذللتكم !!!

بل لماذا قال لهم لاتقبروني إن قبري محرم عليكم ولكن أبشري أم عامر ؟!!!

هو متمسك بعزته و إبائه حتى آخر أنفاسه !!
و يصمم على مبدأه باحتقار المجتمع حتى إنه ليأبي أن يدفن معهم في نفس الأرض التي يدفنون فيها بل يفضل أن تأكله الضباع التي اتخذها أهلا له بدلا من هؤلاء البشر الذين يحتقرهم لأنهم ظلموه !!!

أمثال المستشرقين و أمثالك لا يستطيعون تذوق هذه الخلال و لا يمكنهم أن يحسوا مبلغ كرامة العربي و سمو ذاته و مروءته و شموخه و عزة نفسه وإبائه !!!

🔸 هذا غيض من فيض ؛ و هو ما سنوضحه لك بكل تفاصيله على مدار فقرات هذا الموضوع مع عدد من الصعاليك كلا على حدة .

🔸 لا تحتاج أن تقرأ التاريخ…
فقط إقرأ بعض أشعارهم لتعلم فساد رأيك .
كأنك لم تسمع بعروة وابي خراش وغيرهما !!

إنك لست تزور التاريخ فقط بل إنك تخالف العقل و المنطق أيضا .
**********
🔹خامسا –

🔸إن من كان بقى من الصعاليك بعد ظهور الاسلام لم يكن من الصعب القضاء عليهم فقد قضي أبو بكر رضي الله عنه على من هم أشد و أعتي وأكثر عددا وعده ..

ألا وهم المرتدون ولم يكن يقبل فى الجيش إلا من حسن إسلامه ولم يكن يسمح لمن ارتد ثم ثاب إلا فى زمن عمر على ألا يؤمر على اكثر من مائة !!!

فلم يكن لمحمد صلي الله عليه و سلم ولا خلفاؤه حاجة إلي ممالأة الصعاليك أو السكوت على مساوئهم أو استعمال قواهم في الغزوات !!

ولم نسمع بصعاليك انضموا لجيوش المسلمين !

🔹و لسوف نوضح لك و للناس هذا الأمر باستفاضة فانتظرنا …❗

🔹أما بخصوص ماقلته عن إمرئ القيس فنرد عليه في فقرة أخري إن شاء الله …
——————————————————————
(*1) رابط المقال المسيء هنا

(*2)صحيح البخاري كتاب المغازي باب حجة الوداع 4134
…البداية والنهاية ..ابن كثير/الجزء الخامس/فصل خطبته صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة …. و المصادر عديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى