تاريخ ومزارات

المسجد العتيق في درنة.. أقدم مساجد المدينة وصاحب 42 قبة تحكي روعة العمارة الإسلامية منذ 1663

يعد المسجد العتيق في مدينة درنة واحدا من أبرز الاثار الإسلامية في ليبيا، حيث يقع في حي البلاد وسط المدينة القديمة، وقد شيده الحاج محمد بن الحاج محمود باي القرمانلي عام 1081هـ الموافق 1663م، وهو من مواليد درنة التي تولى حكمها مع بنغازي في أواخر العصر العثماني الأول بين عامي 1670 و1696.

تاريخ المسجد العتيق في درنة

عرف المسجد بعدة أسماء، فقد سمي بالجامع العتيق لأنه الأقدم في درنة، كما اشتهر باسم جامع الباي نسبة إلى منشئه محمد باي، وسمي أيضا الجامع الكبير بسبب مساحته الواسعة وضخامته وفخامته، إضافة إلى كونه أكبر معالم المدينة، كما عرف أحيانا بجامع البلاد لوقوعه في حي البلاد.

تتجلى أهمية المسجد في مساحته الكبيرة التي تتسع لنحو 2000 مصل، إضافة إلى متانة بنيانه وروعة تصميمه، حيث تميز بالقباب الكثيرة والأعمدة الرخامية والهندسة الدقيقة التي جمعت بين الطراز العثماني والطراز المحلي، واعتمد في تصميمه على أسلوب غير تقليدي وهو المسجد ذي الأروقة دون الصحن، فجاء على هيئة مساحة مستطيلة مقسمة إلى سبعة أروقة وست بلاطات عمودية موازية لجدار القبلة، تعلوها عقود نصف دائرية قسمت السقف إلى 42 مساحة مربعة، تغطي كل منها قبة ضحلة على الطراز الأغلبي ترتكز على الحنايا الركنية وتخلو تماما من الفتحات والزخارف.

يضم المسجد مئذنة فريدة في الطرف الشرقي من واجهته الشمالية، قاعدتها مربعة يعلوها بدن مثمن ثم ممر بارز بديلا عن الشرفة ليقف عليه المؤذن، ويحيط بالمئذنة جوسق اسطواني ينتهي بقمة مخروطية مدببة على الطراز العثماني أشبه بالقلم الرصاص، تعلوها قائم معدني ينتهي بهلال، كما يحتوي المسجد على منبر من خشب السناج تزينه نقوش دقيقة على الجوانب والحواشي.

هذا المسجد العتيق الذي مر على تأسيسه أكثر من ثلاثة قرون ونصف ما زال شاهدا على أصالة العمارة الإسلامية في ليبيا، ورمزا خالدا في قلب مدينة درنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى