المزيدتاريخ ومزارات
أخر الأخبار

القباب.. مسجد تاريخي اشتهر بكثرة قبابه

كتب – محمود الشوربجي – في منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية التي تعد مستقرًا ومرتكزًا للمناطق الأثرية القديمة يتربع مسجد القباب أو القُبب، هو مسجد تاريخي يقع غربي محافظة أبوعريش بمنطقة جازان، والذي يعد من أقدم مساجد المملكة ذات القباب المتعددة.

ووفقًا لأطلس المساجد التاريخية، فإن المسجد يحتوي على 18 قبة كروية مبنية من الآجر تغطي سطح بيت الصلاة بالكامل، وهي متساوية في الحجم ويبلغ قطر كل منها نحو 4.25م. بينما يستمد طابعه المعماري المميز من كثرة قبابه وعقوده الدائرية، ويعد إحدى الواجهات التاريخية للمنطقة، ةيعود بناؤه إلى الربع الأول من القرن الثالث عشر الهجري، وجرت عليه ترميمات وإصلاحات عدة.

ويقع مسجد القباب بحي الخالدية في الجهة الغربية من محافظة أبوعريش، ويبعد نحو 35 كم إلى الشرق من مدينة جازان، أطلق عليه اسم مسجد القباب بسبب كثرة القباب في سقفه، إذ تبلغ 18 قبةً، ويطلق عليه أيضًا مسجد العين.

أهمية مسجد القباب

يعد مسجد القباب ثالث أقدم مساجد المملكة ذات القباب المتعددة بعد الحرمين الشريفين، بدأ بناءه الشريف حمود بن محمد الخيراتي أبو مسمار، لكن وفاته سبقت انتهاء أعمال المسجد، فأكمله من بعده الشريف الحسين بن حيدر بن محمد.

كما افتتح المسجد وأقيمت أول صلاة فيه عام 1248هـ/1832م، ومن أئمته محمد أحمد الجهني الذي استمر في الإمامة 50 عامًا، إضافةً إلى توفيق الجهني وفتحي دربشي، ومن مؤذنيه علي فتحي الذي استمر في تلك المهنة 80 عامًا.

كما يستمد المسجد تميزه المعماري من كثرة قبابه وعقوده الدائرية، وقد بني من الآجر، على مساحة إجمالية تقدر بنحو 1025م2، ويتسع لنحو 600 مصلٍّ، ويتكون من بيت الصلاة، وهو الجزء القديم منه إضافةً إلى جزء آخر من التوسعة الحديثة في جهته الجنوبية، ومصلى مخصص للنساء، وغرفة للإمام، ومستودع، ومئذنة مربعة يبلغ طولها من الأرض نحو ستة أمتار.

بينما يقع المحراب الخاص بالإمام وسط حائط القبلة داخل بيت الصلاة، ويتميز بشكله المجوف، ويعتليه عقد دائري، ويقع عن يمينه المنبر الذي أخذ شكل المحراب في تجويفه وعقده الدائري أيضًا، وفيه جلسة مخصصة لجلوس الخطيب.

ولمسجد القباب عشرة أبواب، جميعها من الحديد وتتوزع على الفراغات المختلفة للمسجد، ونفذ أغلبها بمشغولات حديدية تشمل تكوينات وأشكالًا متعددة، كما يحتوي المسجد على ثماني نوافذ مستطيلة، تتوزع جميعها على الحوائط الخارجية للمسجد، وتتكون من الألوميتال والزجاج، وداخل المسجد عدد من التجاويف المستقرة بجدار بيت الصلاة، وهي مخصصة لرفع الكتب الدينية والمصاحف الشريفة.

ويتوزع تحت سقف المسجد 15 عمودًا مستديرًا لحمل سقف بيت الصلاة، تتوزع تلك الأعمدة على ثلاثة صفوف، وعليها عدد من العقود الدائرية المكسوة من الخارج بالسيراميك.

ترميم المسجد

أدرج مسجد القباب في المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، الذي أطلقه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عام 1440هـ/2018م،وذلك بهدف الحفاظ على خصائصه التاريخية، وهويته العمرانية، إلى جانب تعزيز مكانته بوصفه أحد دور العبادة والعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى