رشيد الدين الهمذاني: المؤرخ الفذ الذي وثق تاريخ المغول في فارس
رشيد الدين فضل الله الهمذاني (1247 – 1318) يعد من أبرز المؤرخين الفرس في العصر الإيلخاني خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر. يُعتبر كتابه الموسوعي “جامع التواريخ” من أفضل وأكمل المراجع التي تتناول تاريخ مغول فارس، حيث يغطي تاريخهم منذ عهد جنكيز خان مرورًا بحروبهم في زمن هولاكو وغازان. لقد أثار هذا الكتاب اهتمام المؤرخين والمستشرقين في جميع أنحاء العالم، وتمت ترجمته إلى العديد من اللغات نظرًا لكونه مصدرًا أساسيًا حول تاريخ المغول وجغرافيا المناطق التي توسعوا فيها، بالإضافة إلى تغطيته لحروب المغول ضد مصر وتحالفاتهم مع حكام الشام قبل معركة عين جالوت.
من خلال عمله كطبيب، دخل الهمذاني البلاط الملكي المغولي الفارسي في عهد اباقاخان (1265 – 1282)، حيث شغل منصب وزير لغازان خان في عام 1298، واستمر في هذا المركز خلال فترة أولجايتو بن أرغون خان. ومع ذلك، انتهت حياته بطريقة مأساوية عندما اتهمه منافسوه بتسميم ولجاتو، مما أدى إلى إعدامه.
في عام 1980، بيعت مخطوطة كتاب “جامع التواريخ” باللغة العربية في مزاد سوثبي بلندن لجمع التحف الإيراني ناصر داوود خليل، بسعر مذهل بلغ 850000 جنيه إسترليني.
رشيد الدين، المعروف برشيد الدين فضل الله الهمذاني، هو مؤرخ وطبيب فارسي من أصل يهودي، اعتنق الإسلام وكتب عن تاريخ المغول في عمله الشهير “جامع التواريخ” باللغة الفارسية، الذي يعتبر وثيقة هامة في علم التاريخ ومصدرًا موثوقًا عن الإلخانات.
وقد اعتبره المؤرخ الشهير موريس روسابي أهم شخصية في بلاد فارس خلال الفترة المغولية، حيث ساهمت أعماله بشكل كبير في تشكيل الفهم الحديث لتاريخ تلك الحقبة.