حوارات و تقاريرعادات و تقاليد

مساجد أبناء القبائل في الصحراء الشرقية.. بلا عمدان سقفها السماء وسجادها الرمال

أميرة جادو

يعتبر فصل الشتاء من فصول الخير والنماء ورعى الإبل والماشية، عند أهالي الصحراء الشرقية، وخلاله يتجول سكان البادية وخاصة من قبائل العبابدة والبشارية في الأودية الجبلية البعيدة ويحملون متاعهم الذى يقصيهم لأيام حتى تنتهى رحلة الرعي ويعود مرة اخرى ويقضى ايام مع اهل بيته ثم العودة مرة اخرى، خلال الرعي دائما ما يحاول توفير ما يحتاجه خلال الرحلة حتى في قضاء الصلاة حيث يقوم بإنشاء مكان معين للصلاة مع مرور الوقت اطلقت على تلك المساجد مساجد الصحراء.

عادات البدو في الصحراء الشرقية

ومن أشهر عادات البدو الرعاة، هي تشييد مساجد في الصحراء أثناء رحلات الرعي، ولكن بعد ذلك يشيدها المنقبين عن خام الذهب، سقفها السماء وسجادها رمال الصحراء وجدارها من الاحجار، يستخدمها دائما عابر السبيل وكذلك يستخدمها الراعي خلال رحلته وعند الانتهاء تترك كما هي.

وفي هذا الإطار، أشار أحد أبناء قبيلة العبابدة، يدعى آدم سعد الله لـ “صوت القبائل العربية”، إلى أن مهنة عرفها أبناء قبائل البشارية والعبابدة كانت الرعي، حيث استمر البدو في السعي وراء العشب والمراعي لترعى اغنامهم وابلهم ويكسبون رزقهم من تجارتها.

وتابع “آدم”، أن الأهالي في تلك المناطق البعيدة بقلب الصحراء الشرقية  لم يكفوا عن عبادة الله واقامة الصلوات رغم قلة المياه وعدم وجود مساجد في الاماكن التي يتنقلون اليها بحثا عن المراعي، ويقومون بإنشاء مساجد الصحراء ويتركوها عند رحيلهم لعابر السبيل والراعي من بعدهم للصلاة فيها.

مساجد بلا عمدان محددة بالأحجار

وأضاف “آدم”، أن مساجد الصحراء المنتشرة عبارة عن مكان محدد بالأحجار والطوب يصلوا الرعاة وسكان البادية المقيمين في الأودية الجبلية فروضهم الخمس، ورغم أن لا سجاد لها يخلع المصليين نعالهم واحذيتهم خارج حدود المسجد التي تم تحديدها بالأحجار احتراما لمكان العبادة

وأكد “آدم”، إن أبناء القبائل كانوا يحرصون على أداء صلاتهم في مواعيدها،  وما من عابر سبيل يمر بها الا ادى فروضه فيها وهناك الكثير من اهل البادية من يتركون القليل من الماء بالقرب من مساجد الصحراء لاستخدامها في الوضوء اذا تواجد الماء بكثرة والا فتيمم.

تحديد مكان القبلة بالأحجار

وكشف “آدم” لـ “صوت القبائل العربية ” أن هناك الكثير من الاودية التي بها تلك المساجد ويتم إقامة تلك المساجد في منطقة سهلة أي ممهدة وتحدها الأحجار لتعريف تلك المكان أنه حدد للصلاة وتعتمد في تحديد القبلة على خبرات أهل الصحراء ودرايتهم بتحديد وقراءة النجوم والآخر يحددها لاتجاهات شروق الشمس.

واختتم “آدم”، حديثه موضحًا أن في أغلب الأمور يتم إقامة مساجد الصحراء بالقرب من أماكن تواجد الآبار أو مصدر للمياه لتستخدم في الوضوء خلال الصلاة، وانها علامات مميزة بالآودية الجبلية المختلفة والمناطق الصحراوية المفتوحة مثل منطقة جبل حمرا دوم جنوب غرب الشلاتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى