أهم الاخبار

دور الحرس الحديدي في التجسس ومحاولات الاغتيال

يرجح بعض المؤرخين تأسيس الحرس الحديدي لأربيرت هايم، الضابط الطبيب والكادر الألماني النازي النشط ورئيس محطة الخدمة السرية الخارجية الألمانية في مصر خلال ثلاثينيات القرن العشرين. يعتبر مايلز كوبلاند، المنافس الاستخباراتي الأمريكي لهايم. كمن يقف خلف رئاسة محطة الخدمة السرية الخارجية الأمريكية بمصر في نفس الفترة. ووصفت جمعية الحرس الحديدي، التي تأسست في مصر. بأنها “كانت أهم القواعد الثابتة المؤهلة لدعم وتلبية احتياجات أكبر المحطات الخارجية الألمانية وأهم السواتر الصالحة لتغطية مجمل أنشطة تلك المحطة”. حسبما جاء في كتاب “لعبة الأمم”.

ظهرت مجموعات بنفس التسمية “الحرس الحديدي” في عدة مناطق من العالم. وبالأخص في فلسطين. حيث كانت زيّها مطابقًا للزي الألماني النازي. كما وُجِدَت مجموعة تحت اسم “الحرس الحديدي” للزعيم الأسباني فرانشيسكو فرانكو، وكانت هذه المجموعة مدعومة بقوة من ألمانيا النازية.

 

يعتبر حادث القصاصين بمثابة نقطة تحول، حيث أصيب الملك فاروق في حادث سيارة وتم نقله للمستشفى العسكري بالإسماعيلية. خلال فترة تلقي العلاج. أعجب الملك بطبيبه يوسف رشاد وأسرته، وطلب نقلهما للعمل في القصر. وفي ذلك الوقت، كانت هناك أسرار تؤرق الملك فاروق، وقد كلف رشاد وأصدقاءه بمهمة اغتيال مصطفى النحاس، زعيم الوفد، وأمين عثمان، وزير المالية في حكومة الوفد.

الحرس الحديدي

تم إرسال فرقة من أفراده لجلب سيارة سوداء من المطافيء، وعندما اقتربوا من منزل النحاس باشا، فوجئ الحراس بتقدمهم وفتحوا النار عليهم. مما أدى إلى إصابة عدد من أفراد الحرس وفرار الجناة. وفي وقت لاحق، علم فاروق بفشل المحاولة واتصل بيوسف رشاد للتعبير عن غضبه. بعد فترة قصيرة من هذا الحادث. قام أعضاء الحرس الحديدي بجلب سيارة أخرى محملة بالديناميت وتركوها أمام منزل النحاس باشا.حيث انفجرت بعد فترة وأصابت غرفة نومه، لكنه نجا بفضل الله بدون أذى بالغ.

تم القبض على مصطفى كمال صدقي، أحد قادة التنظيم الذي كان يخطط لاغتيال النحاس باشا. لكنه حصل على براءة بسبب عدم كفاية الأدلة. فيما كتب الكاتب والشاعر مأمون الشناوي سلسلة مقالات انتقد فيها صدقي ووصفه بأنه عميل مأجور يعمل لصالح جهات غامضة تحاول قتل الوطنيين. وقام سيد جاد. أحد أعضاء الحرس الحديدي، في مذكراته بتصوير دور الحرس الحديدي بأنه يهدف لغسيل سمعتهم وتصوير مهامهم بشكل وطني، وادعى أن محاولات اغتيال النحاس باشا كانت مجرد مسرحية قام بها الحرس لإرضاء الملك. وأشار إلى أنهم كانوا يعقدون محاكمات غير رسمية لأي شخص يصدر قرارا باغتياله. ولكن لم يكن في نية الحرس قتل الزعيم فقط إرغامه على التنازل عن السلطة. وأنهم كانوا ينوون ذلك فقط إذا ما تمت إدانته في محاكمتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى