تاريخ ومزارات

الرابوز المغربي: حكاية حرفة تقاوم الزمن وتحديات العصر

الرابوز المغربي، في ظل التحديات العصرية والتغيرات في نمط الحياة، يواجه الحرفيون المغاربة الذين يمتهنون صناعة الحرف اليدوية التقليدية.  مثل “المنفاخ” و”الرابوز” و”الكير”،. صعوبات جمة. هذه الحرف التي كانت جزءاً لا يتجزأ من كل بيت مغربي. بدأت تتلاشى تدريجياً مع تطور العصر. ومع ذلك يسعى الحرفيون الذين ورثوا هذه المهنة عن أسلافهم إلى الحفاظ عليها ومنع انقراضها. معتمدين على مهارتهم وإدخال تحسينات على الأدوات التقليدية لضمان استمراريتها.

تاريخ الرابوز

الرابوز، على سبيل المثال، كان أداة أساسية في المطبخ المغربي. خاصة في المناسبات الخاصة والأعياد. كما كانت ربات البيوت يحرصن على اقتنائه. وبعضهن يستخدمنه كعنصر ديكوري يزين المطبخ.

مدينة تينغير، التي اشتهرت بصناعة الرابوز على المستوى الوطني. كما شهدت تراجعاً في عدد الحرفيين القدماء، لكن أحفادهم ما زالوا متمسكين بالحرفة التي تعلموها في صغرهم. مقاومين بشتى الوسائل للحفاظ على هذه الصناعة التقليدية في مواجهة الأدوات العصرية التي دخلت المطبخ المغربي، مثل الشوايات الكهربائية.

حسن حطوشي، البالغ من العمر 56 عاماً، هو أحد هؤلاء الحرفيين في تينغير، وينتمي إلى قبيلة أيت الحاج علي المعروفة بآيت حطوش. تعلم حسن الحرفة في سن السادسة عشرة، وقد أتقن صناعة الرابوز بعد أن توارثها عن والده وأجداده.

تحديات كبيرة

يروي حسن قصة أصل صناعة الرابوز، حيث تعلم شخص من تينغير الصنعة في دمنات وعاد ليعلمها لأهل قبيلته. ومع مرور الوقت، أصبحت تينغير معروفة بصناعة الرابوز، ولا يزال بها حوالي عشرة حرفيين يمارسون هذه الصناعة، أكبرهم يبلغ من العمر 73 عاماً.

تواجه الحرفة تحديات كبيرة، حيث تراجع الطلب عليها، وأصبح عدد الحرفيين محدوداً. يحاول حسن وزملاؤه تطوير الرابوز وإدخال تغييرات عليه، مثل إضافة الصور الشخصية والساعات وصور تينغير، لجعله جزءاً من ديكور المنازل. كما يصنعون أشكالاً مختلفة للاستخدام في عيد الأضحى، وهي الفترة التي تشهد انتعاشاً مؤقتاً قبل أن يعود الطلب إلى مستوياته العادية.

يأمل حسن وزملاؤه في افتتاح مجمع للصناعة التقليدية في المدينة لتحريك السوق وجذب الحرفيين الشباب الذين تعلموا الحرفة وتركوها بسبب غياب الإقبال وقلة الدخل. ويواجهون أيضاً تحديات في تسويق منتجاتهم، حيث يمكنهم صناعة خمسة روابز يومياً، لكن يصعب عليهم إيجاد سوق لها. يعمل معظم الحرفيين الآن في منازلهم بعد أن كانوا جزءاً من تعاونية لم يتم تجديدها.

لحسن حطوشي خبرة طويلة في الحرفة تمتد لأربعين عاماً، وقد صنع أكبر رابوز في عام 2016 بطول أربعة أمتار، في محاولة للترويج لهذه الصناعة التي تكافح للبقاء في عالم يسيطر عليه الأجهزة الكهربائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى