شكري القوتلي: من ثورة الاستقلال إلى الوحدة العربية
شكري القوتلي، المولود في دمشق عام 1891 والذي توفي في 1967، كان شخصية بارزة في تاريخ سوريا الحديث. تلقى تعليمه في المدرسة الملكية بالآستانة وعاد إلى وطنه لينضم إلى جمعية “العربية الفتاة” السرية. بعد الاحتلال الفرنسي لسوريا في 1920 وصدور حكم غيابي بحقه، انتقل إلى مصر ثم إلى حيفا، حيث بقي حتى اندلاع الثورة السورية في 1925، وكان من الداعمين الأساسيين لها.
من هو شكري القوتلي
عاد القوتلي إلى دمشق في 1930 وانخرط في الحياة السياسية، حيث انتُخب عضوًا في مجلس النواب السوري في 1936 وتولى منصب وزير المالية. استقال لاحقًا من الوزارة، مفضلاً التركيز على دوره النيابي، وتم انتخابه نائبًا لرئيس المجلس في نفس العام.
في 17 أغسطس 1943، انتُخب القوتلي رئيسًا للجمهورية السورية. ومع ذلك، واجه انقلابًا من قبل حسني الزعيم الذي أجبره على الاستقالة. بعد فترة قضاها في الإسكندرية، عاد إلى دمشق وانتُخب مرة أخرى رئيسًا للجمهورية.
في خطوة تاريخية، اتفق القوتلي مع جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية المصرية، على توحيد مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة. تنازل القوتلي عن الرئاسة لعبد الناصر وعاد إلى دمشق، ثم استقر في بيروت حتى وفاته، ودُفن في دمشق.
من بين إنجازاته، ألقى القوتلي مجموعة من الخطب المؤثرة خلال فترة رئاسته من سبتمبر 1955 إلى سبتمبر 1957. وقد حظي بلقب “المواطن العربي الأول” خلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا التي أُعلنت في فبراير 1958، والتي انتهت بالانفصال في سبتمبر 1961.