تراث وسيرة حياة أمير المؤمنين المعتصم بالله.. إليك التفاصيل
أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المثمّن المهيب، أبو إسحاق محمّد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمّد المهديّ بن عبد الله المنصور بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العباس الهاشمي القرشي، وُلِد في شعبان سنة 179 هـ . وكان المعتصم بالله ثامن خلفاء بني العباس، وقد كان واليًا على الشام ومصر في عهد أخيه المأمون. وعند وفاة المأمون في مدينة طرسوس، وُلِيَ المعتصم بالله بالخلافة في 19 رجب سنة 218 هـ (10 أغسطس 833 ميلادي).
كان يتمتع بقوة بدنية وشجاعة مميزة، إلا أنه كان محدود الثقافة وضعيف في الكتابة. لكن ما جعل عهده مميزًا هو استعانته بالجنود الأتراك للتخفيف من المنافسة الشديدة بين العرب والفرس في الجيش والحكومة.
اتبع المعتصم خطوات أخيه المأمون في قمع الثورات الداخلية التي نشبت ضد الدولة العباسية. تمكن من تدارك ثورة الهنود الزط في جنوب العراق التي قادها القائد العربي عجيف بن عنبسة وأجلهم إلى الأناضول.
ومن بين إنجازاته في القضاء على الثورات، كانت إسكات ثورة بابك الخرمي التي أسست دولة في أذربيجان، حيث جمع بين الإسلام والمجوسية ونفذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية. وبفضل القائد حيدر بن كاوس “الأفشين” تمت القضاء على هذه الثورة.
وتلاحق المعتصم ثورة أخرى بقيادة محمد بن القاسم، شيعي زيدي، حيث جمع أنصاره ودعا إلى الرضا. وبمساعدة أمير خراسان عبد الله بن طاهر بن الحسين، تم هزيمة محمد بن القاسم في نزاعات بمنطقة الطالقان. ثم تم اعتقاله وإرساله إلى المعتصم، لكنه فر من السجن بمساعدة أنصاره، وظلت مصيره مجهولًا بعد ذلك.
في أول يوم من شهر محرم لعام 227 هجرية، احتجم المعتصم وأُصيب بعلته التي أودت بحياته يوم الخميس لثماني ليالٍ متتالية من شهر ربيع الأول في نفس السنة. ورثه محمد بن عبد الملك الزيات.
وقيل أنه وفي أثناء احتضاره، قال: “ذهبت الحيلة فليس لي حيلة، اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي.”
خلافته استمرت لثماني سنوات وثمانية أشهر وثمانية أيام. كان ثامن الخلفاء من بني العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد. وفي وفاته، كان عمره أربعين وثمانية أعوام، ولذا كان يُلقب بـ “المثمن”. كان معروفًا بطيبة النفس، وكان من الخلفاء الأكثر شدة وهيبة، وكان يتبنى مواقف قاسية تجاه المعتزلة ويعيق العلماء من أهل السنة. وبعد وفاته في عام 842م، وُلي بالخلافة ابنه الواثق بالله.